"ولقد نري تقلب وجهك في السماء" غيمة من رقع الماء الفضاء الدخنة الباهتة التفت علي مغزل شمس ورياح ورمادي نسيج فككت عروته حدوة طير ليس ينقض ولا يعلو, اهتراءات رقيقات تبعثرن وفي هدابهن اشتبك الشوك المضئ القنفذ الساطع يرعي , عنكبوت ذهب يقطر منه الأرجوان الليل في آخرة السهل عصافير ينفضن عن الريش بقايا القطر أضغاث النباتات هباء الذر والغبشة و يسلمن المناقير إلي دفء الجناحين النهار التم في أعضائه واصاعدت شيبته من تحت حناء الذري , الصخرة تأوي للنعاس الرطب والهوة تثائب والقرية جرو مرح لاذ به النوم البعيد رجل وامرأة تفتح في عروة ثوبيها الشفيفين بخورا ولبانا زاكيا , تفتح في الطوق هلالا خفق نهدين , حفيف المخمل الناعم بالحلمة , والمرأة تمشي خضرة معتمة في هودج الليل ويمشي الرجل النائم يقظان , يدان انفتحت بينهما عشر عيون يتواشجن مياها وارتعاشا ودما تصهل فيه الخضرة الدافئة القمح ربا للركبتين , اخضرت الطينة , أوراق الشفاه اصاعدت عليقة عطشي , اقتراب , قبلة توشك .. عقد الكهرمان اساقطت حباته وانتثرت تومض ما بين النجيل الغض تهوي ظلمة لامعة بين الشقوق انفتحت ذاكرة الطير , جناح دافئ ينبت ما بين الحواس الخمس , عش لجثوم الهدأة الخالقة الأرض وإغراء الشقوق السنبل , الذاكرة انصبت بما تحمل من إرث وليل ذوبان الخلق في الخلق انشطار الخلق في أعضائه أقعت وأقعي عيثا يلتقطان الكهرمان اشتبك الماء بلحم الأرض في عشر لغات حية العناب قمح تنطوي أعواده الهشة , قش وبشاشات تكسرن , وعرشا يفسح الهيش , اشرأبت بهجة الجوقة بالعشب الأناشيد تناوشن السماء اتسعت والأنجم ازدانت بما يرسمه الكحل عليها ازدهرت عليقة القبلة . صلصال له النعمة والمجد – ارتوي , تحت اللسان احتشد الطير وكعك الأقرباء السكر الذائب في ماء الشعير , احتشدت في نكهة الحلم حروف المد والقصر وصلصال له النعمة والمجد – علي يابسة العرش وقوس الأفق والماء استوي ( يفتح جبروت الصخر مسالكه والحجارة تخر صعقة فهل لامستها شفافية اكتساء العظام باللحم أم تتنزل الدهشة من سمواتها العلي في صيحة كالصاعقة المرسلة !! الجسدان ينبعان وتتسع بهما حدود الأرض ويزّحزح الأفق حنان كأنه الخوف ورحمة كأنها جيوش الشجر وخيول القرابة الصاهلة في ذاكرة المسافر جسدان هما الأرض بما رحبت وأرض هي المسافة المقدسة بين العبارة والعبارة إقامة في القول هي السفر علي أطواف الذاكرة العالقة بجريان النهر ودوران الريح والمندفعة بين جزر الرغبة القاسية في أن يكتشف المكتشف وفي الامتلاء بالجرأة المتوهجة علي قول ما قيل مجددا وضرب الخيمة في متردم القصيدة وبادية الحداء ..) نجمة الصبح علي وشك الطلوع / بين ماءين السحاب الأصهب الأشهب أقدام من السعي الهيولي علي وجه المياه / خطوة هائلة الوجهة ماء كل شئ كل شئ ليس ماء , جسد الأرض فتوق رخوة ينهمر السعي الهيولي عليها بالسحاب الأشهب الأصهب قطعان توالي سيرها المحتشد الذائب في غرينها الريح علي وجه المياه / وجهة هائلة الخطوة : كانت رقصة الريح دوارا قلبا يربط بين الأفق والطين فضاءات الرمادي النسيج انفسحت يبعثرها وهج الإضاءات , أنار أفرع ؟! أم غابة من كل زوجين ؟! وهل هذا الفضاء / سيرة للشجر المقبل مرمي لرشاقات النبال , الصيحة المرسلة الرجع وإيذان بوقت الفتح ؟! هل هذا الفضاء / قبة الرحمة بالخلق أم الأمة قوس ودم ينزف من أجوازه مدا وجزرا , شهقة سوف تكون الشهداء ؟! أمة مستورة هذا الفضاء القبة ؟! الأرض الخلاء / خطوة في الفلك الدائر والنار المواقيت ؟! كلام تحته تذاوب الأنجم والشمس وأمداء الجلاميد ولا يحمله غير القصيدة ؟! رجل وامرأة تفتح في الطوق هلال الوجع الأخضر , في عروة ثوبيها الشفيفين الرضاعات بخور اللبن الحي حفيف المخمل الناعم بالإرث وبالوارث تمشي خضرة مثقلة الخطوة بالوقت وتنأي وهو يمشي مثقل الوقت بفوضي الاحتمالات اشتباك الموت بالقافية الصعبة والماء وينأي والمدي بينهما متسع الفقر ,اكتمالات التواريخ المدي أسئلة الأهل الذين ابتدءوا ثم انتهوا لكي يبدءوا هل أحد يعرفهم فيه وهل من أحد يعرفه فيهم وهل من أحد يسمع ماء نازفا في طبقات الذاكرة ليس ماء كل شئ كل شئ ليس ماء ..
ولد الشاعر محمد عفيفي مطر في قرية رملة الأنجب بمحافظة المنوفية في عام 1935م، وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة، وعمل مدرسًا،ويعتبر محمد عفيفى مطر من أبرز شعراء جيل الستينات ...