(إلى العزيز الشاعر الكبير حسن عبدالوارث) لم تعد السماءُ في مكانها والأرضُ في مكانها والشمسُ في مكانها والبحرُ في مكانهِ تغيَّرتْ ملامحُ الدنيا تغيَّرتْ ملامحُ الحياةِ والأشياءْ . الليلُ لم يعد هو الليل النهارُ لم يعد هو النهار الضوءُ لم يعد هو الضوء والظلامُ لم يعد هو الظلامْ . الأصدقاءُ لم يعودوا مثلما كانوا نجوماً تهتدي بها النجوم والأعداءُ لم يعد لديهم من فضائل الصبر ولا أناقةِ اختيارِ الكلمات الجارحةْ . لم يعد الفضاءُ في مكانهِ ولم تعد تزرعهُ العصافيرُ ولا الحمامْ . صار خاوياً وموحشاً كأنَّهُ جدارٌ مغلقٌ لا تنفذُ الشمسُ اليهِ .. لا تنفذُ الأنداءْ . الناسُ هذي الكتلةُ الكبرى من الزحامْ لم يعودوا يُبصرون بعضَهم ولا طريقهم لا خلفَ في قاموسهم ولا أمامْ . يا حسرتاه ! عينُ قلبي وحدها تشهدُ ما جَنَتْهُ الحربُ بالناسِ وبالأشياءْ ، ما حَلَّ بالمكانِ والزمانِ ، ما حَلَّ بالتقارُبِ الحميمِ بين الأرضِ والسماءْ .
ولد الشاعر والأديب اليمني المقالح سنة 1937م،في محافظةإب اليمنية،ويعد من ابرز الشعراء في العصر الحديث،تخرج من دار المعلمين في صنعاء سنة 1960م،الى أن حصل على الشهادة الجامعية سنة 1970م ، ...