الديوان » العراق » مالك الواسطي » ليلة في شتاء بارد

أمي على أمي تنوحْ ،
وحكايتي قدرٌ ،
وأغنيةٌ ،
تباتُ على السطوحْ.
وثيابُ صاحبتي ، كعطر حديقتي ،
جثثٌ تنوحُ ولا تنوحْ.
والليلُ في وطني الجريحِ ،
صبابةٌ ،
ومتاهةٌ ،
تهتزُّ في وهج الجروحْ.
وأنا الممزقُ في لظى الكلماتِ ،
ألتمسُ الصباحَ ، أشمُ رائحةَ القرنفُلِ ،
وهي تجتاحُ المدينه.
وتعودُ كالأمسِ القريبِ ، يشدها
ليلٌ إلى قبرٍ سجينه.
وظلال أمي ، الناعسات ، كبيتها
شالٌ ،
يلفُ به النهارُ متاعبي ،
ويخطُّ بين شحوبه ،
تاريخَ أغنيةٍ حزينه.
وظلالُ أمي ، الحالمات ، كصوتها
تتزاحمُ الدنيا به ،
ويظلُ يسكنُ في شبابي.
يأتي بطعم الحندقوق ،
ونسمةُ الريحانِ تسبقَهُ ،
يدقُّ عليَّ بابي.
كالريحِ تقرأ لي كتابي.
أمي تشرُ على حبال البيتِ ،
أوجاعَ الضحى ،
وتعودُ ترفلُ في البكاء.
كالنجمِ وهو يفرُّ من نكدٍ ،
تناثرَ بين أروقةِ السماء.
تتأملُ الوقتَ المهاجر في العيون.
وعلى الصدى ،
بين المصاطب ، تحتمي ،
في الظلِّ ، في ثوبٍ ،
يطرزُ لونَهُ لغةُ الجنون.
أمي كهذا الصبح ،
أوراقٌ ،
جمعتُ بها المحبةَ ، عنوةً ،
في الريحِ ، في دمعٍ ، تطوفُ به العيون.
أمي على أمي تنوحْ.
وحكايتي ،
جثثٌ تنوحُ ولا تنوحْ.
شتاء عام 2009 – نابولي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مالك الواسطي

avatar

مالك الواسطي حساب موثق

العراق

poet-malik-wasti@

13

قصيدة

104

متابعين

مالك الواسطي شاعر عراقي ، ولد في أحد أحياء مدينة بغداد الشعبية عام 1955م. وفي مدينة الثورة التي قضى فيها أيام شبابه الأولى بدأ التعرف على الحركة الثقافية التي كان يزخر ...

المزيد عن مالك الواسطي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة