الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » أشعر نحن من ديوان

عدد الابيات : 65

طباعة

أشعر نحن من ديوا

ن  هذا الكون منثور

وأنغامٌ  ولم يعزف

بنا مثنى ولا زير

ضحى الدنيا ترددنا

وتطوينا  الدياجير

أغان  بعدها أخرى

وحبل الدهر ممدود

ودأب  الفلك  الدوا

ر  تحطيمٌ وتجديد

أراحٌ نحن والعا

لم كأسٌ في يد الساقي

إذا ما فرغت منا

أفاض الكأس بالباقي

أصخ  مالك يا كرم

متى  أينعت من واق

محالٌ من يد العاصـ

ـر أن يفلت عنقودُ

ولا تبحث عن الحا

نة فالإدراك محدود

أماءٌ نحن نجري من

ينابيع  الى البحر

وهل  أحلامنا  إلا

خرير الماء إذ يجري

صبت للنور فاستوحت

خيالَ النار في النهر

يُريها الوهم ألواناً

وألوان  الدجى سود

وصمت الغيب يوحي

أنَّ طير الوهم غريدُ

أجيلٌ  هكذا يمضي

وجيلٌ بعده ياتي

وكلٌ  منهما  باقٍ

الى  أجل وميقات

حياةٌ  فوق إدراكي

وعيشٌ  دون غاياتي

ومغزى حوله سورٌ

من الأسرار مرصود

أيجدي البحث في الأعرا

ضِ والجوهر مفقود

شدا كل بما يصبو

إليه  قلبه الصادي

على ان اقفر المغنى

وعاد الصمت للشادي

بوادٍ  كان ذاك الشد

و  والواقع في واد

فما بلت حشا الظمآ

ن هاتيك الأغاريد

قضى العمر ابتغاء الور

د والمورود مسدود

أرى الدنيا ترامت بي

فمن رحمٍ الى رحم

وهل  عشت بها إلا

كأعمى عاش في الظلم

وجودي  زلةٌ  منها

ومنه  زلةُ القدم

فمالي  غيرها جرمٌ

به عوقبت مشهود

سأقضي العمر محكوماً

وما  للحكم تحديدُ

وهل جئت الى الدنيا

لكي أودعها نسلي

وافنى  مثلما تفنى

جذور  القمح في القحل

فما الفرق إذن بيني

وبين الفوم والبقل

إذا ما صح أني من

نبات الأرض معدود

سواءٌ  عندها الإنسا

ن والسرحة والسيد

أساعاتٌ على الغبرا

ء أطويها وتطويني

وهل أدري سوى أني

بها باقٍ إلى حين

فان عمري انقضى عد

ت الى أصلي من الطين

أقشر  أنا يا نفسي

فاين اللب موجود

وهل   أنك  عوادٌ

ومن  جسمي لك عودُ

أتبقين  على العهد

إذا  خانتك ألحاني

وهل تسلين عن عودي

وتصبين  الى  ثان

إذا ما كنتِ لا تفـ

ـنين مثلي وأنا الفاني

فأين الملتقى بعد

إذا  عاث  به الدود

دمي مثواك أم جسمي

أم  الرأس أم الجيد

وان  كنت  واياك

ولدنا ومعاً نفنى

فما  الغايةُ لا نعلم

في  عالمنا منا

أيقتاتُ  بنا الغيرُ

كما في غيرنا اقتتنا

أزرعٌ  نحن ما أقـ

ـصب حتى يبس العودُ

فقسمٌ يرقب المنجـ

ـل  والآخرُ محصود

أأنتِ  أنا  أم  إلفٌ

يلازمني مدى العمر

ويسلمني  إذا مني

دنت  حشرجةُ الصدر

أرى من عمقِ تفكيري

بك  عدت بلا فكرِ

دعي الإيمان في قلبي

كما تقضي التقاليد

يريح  القلب ما عشتُ

وتصبيني المواعيد

أراني  واثقاً فيه

وهل  لي غيره آسِ

الى  تخفيف آلامي

إلى  الدوار في راسي

فلم أجن من الأوها

م إلا ضيق أنفاسي

دعيني مالذا الجرح

سوى التسليم تضميد

إذا  ما آمن القلب

تساوى البخل والجود

أود  العيش في دنيا

بها  تزهر آمالي

نداماي الأماني في

غدياتي واصالي

تكفل لي بذا ديني

لأبقى ناعم البال

دعيني  إنما المؤمـ

ـن في البأساء محسود

دعيني أنتظر عودك

إن  اليأس  تنكيدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة