الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » ذكراك وهي لها في الدهر تجديد

عدد الابيات : 37

طباعة

ذكراك وهي لها في الدهر تجديد

توحي الى النفس ما توحي الأغاريد

ذكرى حياة على الأيام ناقمةٍ

لا السيف راوضها يوماً ولا الجود

وما البطولة في شتى مواقفها

الا التي لم يلن يوماً لها عود

العفو أحمد عن وادٍ ولدت به

لم  تحي فيه لذكراك المواليد

لئن رقدت بأحضان البلى حقباً

ففي قوافيك حي أنت موجود

الخافقات كأعلامٍ رفعن ضحى

تدافعت دونها الشوس المذاويد

والذاكيات  كنيرانٍ سطعن دجىً

قد شبها لهدى الساري الأجاويد

ومن  شواهد ما فيهن من حكم

قد خيل أنك في ذا العصر مولود

كأنها  وفم الدنيا يرددها

ظل لشخصك فوق الأرض ممدود

أودعته في معانٍ منك خالدةٍ

وعفت للقبر ما أودى به الدود

شعراً  أعاد على الأيام روعته

ذكرى الزبور وأني منك داود

له  مع الأنفس الولهى مساجلةٌ

ومنه في ظلل الأرواح تغريد

ومنه ما يسكن المضنى الحزين به

كأنه لجروح القلب تضميد

أين السلافة من تاثير نشوته

وأين  من حسنه الفتانة الرود

يا مورث العرب عقداً من نفائسه

وعاطلاً كان منهم قبلك الجيد

ومن  أقام  إلى إعلاء أمته

صرحاً  له بدوام الدهر تخليد

مشيداً  من أفانين البيان وما

الأهرامُ  في جنبه إلا جلاميد

أوتيت موهبةً لم يؤتها أحدٌ

من  أجلها لفقت فيك المسانيد

والعبقرية لا تنفك خالدةً

مهما أقيمت حواليها المراصيد

لئن عرفنا الألى عادوك من حسدٍ

ففيك والفذ بين الناس محسود

الصمت أبلغ نطقٍ كان منك لهم

والصفح  منك عن التفنيد تفنيد

ومن  تكلف أمراً فوق طاقته

ولم  يؤهل إليه فهو مبلود

رأوك أعلاهم نفساً وقد نظرت

وراء ما هو منظورٌ ومشهود

وقلت  ما قصرت عنه مداركهم

وكله  فيك إعجابٌ وتمجيد

كأن قولك إذ تصغي الملوك له

فصل  وغيرك مهما قال مردود

من  انتقصت فعند الناس منتقص

ومن حمدت فعند الناس محمود

كل الحياة شقاءٌ لا تزال كما

غادرتها  والليالي كلها سود

والناس  فيها كما قد كنت تعهدهم

من  الف  عامٍ عباديد مناكيد

في عرفهم أن من طابت سريرته

غر  ومن خادع الدهماء صنديد

تلك الفضيلة بين الناس ما برحت

جرماً عليه طريق العفو مسدود

فلو رجعت الى الدنيا ظننت بما

في  الكهف ظن به أصحابه الصيد

وكنت  توقن أن الناس ما اختلفوا

في السلم حشد وفي البلوى أكاديد

رأيت  نفسك لم تظفر بغايتها

فلم تسعك فيافي الأرض والبيد

وزادها  حنقاً من لا يماثلها

في  الناس تلقى لكفيه المقاليد

قد يدرك الحظ أمراً ليس تدركه

بيض القواضب والسمر الأماليد

كم طاح بعدك تاجٌ وانمحت دولٌ

وفوق  رأسك تاج الخلد معقود

طفنا  بمثواك حجاجاً لو ان لنا

علماً بأي صعيدٍ أنت ملحود

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

13

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة