يوم غامض
يوم يبدأ من عينيك غزير الأشجار
يتدحرج من أغنية سريرك ,
موشوما بالفضة ,
وبسيطا كالأزهار
يوم غامض
يوم لحديثك , وغيابي فيك
وتجوالي تحت الأسوار
يوم للجمعة ,
يسقط من غيم الرب
على بريّة روحي ,
ويثير الأسرار
يتناثر كرزا من أفق يديك
ويمعن في الإبحار
يوم للسفر
ويوم للعزف بلا أوتار
يوم للشارع
يوم للأمطار تهلّ على كرمي الواسع
كرمي الممتدّ إلى خفقة أضلاعك
حتى حرقة أيامي
حيث أرى في عينيك بداية عامي
في هذا المنفى
غسل كالدمع مصفّى
ويدان كأغصان الورد
وصدر يخفق نشوان
ويخطف ساعاتي خطفا
هنّ ثلاث ليال من حمّى الخوخ الجبليّ
على طرف الأرض
توهّج وعل الوجد , وأينع كشفا
رق وذاب
وأنّ وغاب
وما استكفى
في هذا المنفى
ما أخفيت مزامير الليل
ولا قلبك أخفى
يا للشجر المتوّزع فوق أصابعك اللهفى
يا للزعتر يشرق فيك ندّيا فوّاح
يا للتفاح
يعطي بالرجفة أحيانا
يعطي بالرّاح
يا للأزهار المنثورة في شفتيك
على مدّ ملابسك المزدانة بالليلك
وأنا أسكن ليلك
يا لدمي إذ ينهض فيّ
ويأخذ جولته الآن
ويغني النيزك
يا للمقهى إذ يجمعنا في هذي الزاوية
غريبين لنهلك
وبعيد قليل ينفضنا عنه
بلا حسبان
ويضيق المسلك
والأرض تحوّمها النيران
يا للموسيقى النابعة هنا
من صمتك وضجيج الأشياء
يا للصحراء
يا للنبت الطالع والماء
كيف أطرّز وجهك
في هذا الفرح العاصف
وبأيّ مديح اتوجه للأعشاب
واحضن هذا الأفق الراجف
أيّ نشيد أبعث وأحيط العالم
وأحيط الخصر بأغنية
وأحيط الأغنية بروحي
وأحيط بك الروح
كيف أعالج هذا اليوم الغامض
في يسر
وأبوح