الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » ألا احببها وباشرها هبوبا

عدد الابيات : 42

طباعة

أَلا اِحببها وَباشرها هبوبا

سَرت وَالنجم قد عزمَ المغيبا

وَباتَ بها نسيمُ الرطب يهدي

لنا مِن نفحةِ الخوذانِ طيبا

وَأَطيب كلّ ساريةٍ إذا ما

سَرت سحراً شمالاً أو جنوبا

فَوا أسفاً فلو حَملت سلاما

لكيما أَن تبلّغه الحَبيبا

وَتُخبرهُ بِما لاقيت منه

عشيّة نحنُ طارَحنا الكثيبا

أَنا المُضنى وَلَست أرى لسقمي

سِوى مَن كانَ أَسقَمني طَبيبا

وَما لي قطّ غير دواء دائي

أَلا فتأمّلوا العجب العجيبا

أَذوبُ صبابةً وجوىً وحقٌّ

لِمثلي في الصبابةِ أن يذوبا

إِذا عَذل العذولُ فما جوابي

يَكون لِعاذلي إلّا النحيبا

وَإِن سَجعت مطوّقةٌ وناحَت

على الأفنانِ كنتُ لَها مجيبا

لَعَمري إِنّ يوم فراق سُعدى

أرتّبه النوى يوماً عصيبا

غَدت في الظاعنينَ وظلت أذري

عَلى آثارِهم دمعاً سكوبا

غديّة غادَرت جِسمي طريحاً

وَقَلبي خلفَ هودَجها جنيبا

بِنفسي هودجاً في الظعن منهم

حَوى تلكَ الحبرنجة العروبا

غزالٌ ليسَ بالغزلانِ لكن

غَزالٌ إِن رعى يرعى القُلوبا

بَدَت في حسنِها بدراً تماماً

وَماست في تثنّيها قَضيبا

وَلا عَجبٌ إِذا شبّبت فيها

وَأكثرتُ التغزّل والنسيبا

فَقَلبي هام غيلان بميّ

وَكانَ الحاذقَ الفطنَ الأريبا

وَقَبلي كان عجلان محبّاً

لِهند مُذ تألّفها كئيبا

أَتوبُ عنِ السلوّ ولستُ عنها

مَدى الأيّام أطمع أَن أَتوبا

أَلا يا مظهرَ الإشماتِ مهلاً

لَنا وَخفِ النوائبِ أن تنوبا

إِذا نعبَ الغُراب بِسوح قومٍ

فَسوفَ يعي بساحتكِ النعيبا

وَإِن خطبٌ أَصاب جَنابَ جارٍ

فَأمّل كَون موقعهِ قَريبا

وَقائلةٍ وخوف البينِ منها

يردّد بينَ أَضلعها وجيبا

إِلى كَم تقطعِ البيداء وجداً

وَتخرق مِن ذَوائِبها جنوبا

فَقلت لَها دَعيني أَرتمي في

مَهالِكها وَأَختبر الغيوبا

فَإن تكُ بعدَ حبلِ العمر منّي

طَويلاً أَنت مهما أن أغيبا

وَإن كانت شعوبُ دَنَت فليست

تردّ إِقامتي عنّي شعوبا

يَؤوب الغائبونَ وكلّ خلقٍ

إِلى الأخلاقِ سافرَ أن يؤوبا

يَؤوبُ الغائبون وكلّ خلق

إِلى الأحداثِ سافر أن يؤوبا

وَلست مقصّراً في العزمِ حتّى

أَزورَ السيّد الملكَ الحسيبا

وَأمدحه بِما فيه فإنّي

رَأيتُ المدح فيه لن يُريبا

سلالة حافظ كَهلان من ذي

فوارسها إذا شمل الحروبا

إِذا اِشتبكَ القنا واِندقّ بين الض

ضلوعِ قَنا فَوارسها كعوبا

رَمى الأَعدا ببحرٍ من جيوشٍ

طَما في البرّ زاخره عبيبا

وَحسبُك إِن لقيتَ لقيتَ قوماً

كمالا لألف ولا هيوبا

مَتى تَسأله رِفداً منه تسأل

سخيَّ الكفِّ بذّالاً وهوبا

إِليكَ أَبا المعالي كَم قطعنا

قِفاراً تُلزم الساري لغوبا

وَقَد أهديت من أَدبي ومدحي

بَضائع تمنح الأدبَ الأديبا

بَضائعَ حكمةٍ حملت ضماناً

لهادي نظمِها أَن لا يخيبا

وَكَم مِن حاسدٍ لي فيكَ ذابت

عَقاربُ كيدهِ تحوي دَبيبا

كَفى كَمداً حسودي أن يراني

إِليك أبا المتوّج أو شريبا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة