الديوان » العصر العثماني » العُشاري » رشأ كأن بثغره البسام

عدد الابيات : 39

طباعة

رَشأ كَأَن بِثَغره البسام

وَرد الأَقاح يَلوح في الأَكام

يَسطو بِصارمه السَقيم فَلَم يَعد

إِلا بِقَلب الضَيغم الضرغام

لَم يَدر أَية حُمرة في خَده

أَدماء جَفني أَم لَهيب ضرامي

وَبِأَي جارحة أَصابَ جَوارِحي

أبسيف لَحظ أَم برمح قوام

وَبِأَي سُلطان أبيح لَهُ دَمي

بِطَريق حل أَم طَريق حَرام

هيَ سنة العُشاق شاعَ بِأَنَّها

أَحكامها مَعكوسة الاحكام

يسقون أَكباد العِطاش نضالها

وَيَرون قَتل النَفس في الاحرام

من لي بِشُرب سلافة مِن ريقه

بِكُؤوس غنج لا بِكَأس مُدام

وَبَليلة تطفي لَهيب جَوانحي

ينثار دَمع أَو نَشيد نِظام

قم أَيُّها الظَبي الأَغن لرامة

فيها جَميع مَقاصدي وَمرامي

فَلَقد لَثمت ثُغور كُل مَسَرة

وَنَزلت مِنها بِالمحل السامي

وَجررت أَذيال السَعادة رافِلاً

فَوق البَسيطة سامياً بِمقامي

وَلَقَد نَشَقت مِن الزَمان وَعطره

ما فاق في الآفاق مسك خِتام

وَرَأَيت عَيني بَعد طُول سُهادها

قَرت بِحُسن صَنايع الأَيام

ما ذاكَ عَن رَوض رَأَيت بِها وَلا

عَن وَصل غانية وَضم غلام

لَكنها نَظرت لأَسعد طَلعة

طَلعت لَها مِن غيب الآرام

فَكَأَنَّما نَظَرت جَلالة آصف

وَمقامه في النَقض وَالإبرام

أَو أَنَّها رَمقت جراءة عَنتر

يَوم الوَغى في الكر وَالإقدام

أَو أَبصَرت كَرماً لحاتم طيئ

في سالف الأعصار وَالأَعوام

أَو أَنَّها شامَت سَحاباً مغدقاً

تروي سَحائبه المحل الظامي

أَو طالَعَت علماً رَسا في شامخ

نَهدي بِهِ في ظُلمة الأَوهام

كَذَبت فَلا وَاللَه لا أَرضى بِأَن

يَرث العُلى مِن تلكُم الأَقوام

بَل إِنَّما تِلكَ المَفاخر حازَها

عَن كُل زَخار وَغَيث هامي

آباؤه الصيد الأَماجد من هم

عَين العُلى وَكَتيبة الإِسلام

وَهُم هم هام الكَمال وَإِنَّهُم

كَالعَين مِنهُ في مَحل الهام

لَو كُنت تَدري يا عَذولي من هم

لَعَذَرتَني وَعَرَفت صدق كَلامي

وَاللَه لَست بِجاهل لِمحلهم

بَل أَنتَ أَعمى عَنهُ أَو مُتعامي

أَو من كَمال ظُهورهم ظهر الخَفا

فَعشت لَدَيه نَواظر الافهام

هُم آل حيدرة وَبضعة أَحمَد

سامي الخَليقة بِالمقام السامي

فَكَماله وَجَلاله وَجَماله

غَيث أَتاه مِن العباب الطامي

سَبق الكِرام السابِقين بِفعله

وَالسبق بِالأَفعال لا الأَيام

مَهلاً فَقَد نَضبت مياه قَريحتي

عَن وَصفك العالي وَكُل نِظامي

أَفحَمتَني عَن عد كُل فَضيلة

فَطَفرت عَنها طَفرة النظام

وَأَتَت إِليك قَصيدَتي تَمشي عَلى اس

تِحيائها وَتَخاف سَهم الرامي

فَأَصخ لَها وَاسمع بَلابل رَوضها

وَارفع مَنابرها عَلى الأَقوام

هب أَنَّها قَد قَصرت لَكنها

قَد أَصبَحت مِن جُملة الخدام

وَاهنأ بِطول سَعادة وَسَلامة

مَوصولة بِسَعادة وَسَلام

ما لاحَ في أُفق الجَمال عَشية

رَشأ كَأن بِثَغره البَسام

درراً وَقَد غرست عَلى ذهب حَكى

ورد الأَقاح يَلوح في الأَكمام

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

33

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة