الديوان » العصر المملوكي » الستالي » أمن الغيور وكف عنا العاذل

عدد الابيات : 30

طباعة

أَمِنَ الغيورُ وكفَّ عنّا العاذلُ

وهُدى الرّقيب وخُفّف المتثاقِلُ

مذ زالت البُرَجاء وازدَجر الهَوى

وصَحَا الغويُّ واقصرَالمتجاهِلُ

وغدا أخو الحاجات من متع الهوى

قد عاقه عنها المشيب الشاملُ

والمُلْهياتِ كأنهنَّ بقلبهِ

وبناظريه قذىً وحزنُ داخلُ

وكأنّما النّغمَاتُ زجرُ روابع

وكأنّما الصّهباء سمٌ قاتلُ

من بعد ما كانت مجالس أُنسهِ

وهواه وهي بزائريه أواهلُ

يعتاده ندماءُ صدقٍ فيهم

للْمُكرمات عوائد وشمائلُ

وتزوره بيضَ أَوانس كالدّمى

غيد كواعب في الخدور بَهاكلُ

تزهو بهنَّ مطارفٌ ومجاسد

وقلائد وأَساور وخلائِلُ

من كل واضحة الجَبين كأنّها

قَمرالدّجُنّة لوَّحته غلائِلُ

فهي الغزالُ بمقلتيها والحشى

والجيد إلا أن ذلك عاطِلُ

ولها قوام كالقضيب ورِدفها

مثل الكثيب وخصرها متماحلُ

وكأنّما هي غصنُ بانٍ ناعم

من تحته دِعصٌ عليه عَثاكلُ

وكأنّما أهدت إلى لحظاتَها

ولهاتها سحراً وخمراً بابلُ

هيهات أَيامُ الصّبا وعُهودهُ

والشيب في دار الشبيبة نازلُ

هل آن يوما أن يجدَّ مقصِّرٌ

ويؤوبَ غاوٍ أَو يذكِّرَ غافلُ

إنَّ الزّمان لقد يروح ويغتدي

بالحادثاتِ فكيف يلهو العاقلُ

أم كيف يأمن بالزَّمان وصرفه

فيما يحاوله لبيبٌ فاضلُ

فاقفُ الهدي واعمل لنفسك صالحاً

كلُّ امرئٍ رهن بما هو عاملُ

وانظر إلى نعم الإله كثيرةً

يمضي عليك بها ضحىً وأصائلُ

وعليٌّ ابن أبي المعمَّر ذو الحجى

والمجد والفرعُ الأثيل الشَّاملُ

ينهى ويأْمرُ لا يُطاقُ خلافُه

ولديهِ ذو حَذرٍ وآخر آملُ

وإذا استجار به الطّريد أجاره

جبلٌ اشمٌ له ذُرىً ومعاقلُ

وإذا أَلمَّ به السؤال تبيّنت

في البشر منه للنجاح مخائلُ

لعليٍّ ابن أبي المعمّر أَنعمٌ

متظاهراتٌ في الرّقاب مَواثِلُ

وكأنَّ راحتَه الغمامُ وصَوبُها

من خالص الذّهب المُلثُّ الوابلُ

الفائض الغمرُ الجوادُ المرتّضَى

والّلوذعيُّ الشَمَّريّ الباسِلُ

وله على شرف المجرة همّةٌ

علياءُ يقصر دونها المتطاولُ

أبقى له عمر أَبوه مَذهباً

يَجري عليه فما لذلك ناقلُ

يا ابنَ الملوك السّابقين تقدّمت

لهُم سوابقُ في العُلى وأوائِلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

23

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة