أعشق إسكندريّة ، واسكنريّة تعشق رائحة البحر ، و البحر يعشق فاتنة في الضفاف البعيدة ! *** كلّ أمسية ؛ تتسلّل من جانبي تتجرّد من كلّ أثوابها و تحلّ غدائرها ثمّ تخرج عارية في الشوارع تحت المطر ! فإذا اقتربت من سرير التنهّد و الزرقة انطرحت في ملاءاته الرغويّة ؛ و انفتحت .. تنتظر ! و تظلّ إلى الفجر .. ممدودة – كالنداء و مشدودة – كالوتر ... ... ... و تظلّ .. وحيدة !! (2) المزمور الثاني
قلت لها في اللّيلة الماطرة البحر عنكبوت و أنت – في شراكه – فراشة تموت و انتفضت كالقطّة النافره و انتصبت في خفقان الريح و الأمواج ( ثديان من زجاج و جسد من عاج ) و انفلتت مبحرة في رحلة المجهول ، فوق الزّبد المهتاج ناديت .. ما ردّت ! صرخت .. ما ارتدّت ! و ظلّ صوتي يتلاشى .. في تلاشيها .. وراء الموجة الكاسرة ) ... ... ... ( خاسرة ، خاسرة إن تنظري في الغريمة الساحرة أو ترفعي عينيك نحو الماسة التي تزيّن التاج ! ) (3) لفظ البحر أعضاءها في صباح أليم فرأيت الكلوم ورأيت أظافرها الدمويّة تتلوّى على خصلة " ذهبيّة " فحشوت جراحاتها بالرمال ، و أدفأتها بنبيذ الكروم . ... ... ...
و تعيش معي الآن ! ما بيننا حائط من وجوم بيننا نسمات " الغريم " كلّ أمسية .. تتسلّل في ساعة المد ، في الساعة القمريّة تستريح على صخرة الأبديّة تتسمّع سخرية الموج من تحت أقدامها و صفير البواخر .. راحلة في السواد الفحميم تتصاعد من شفتيها المملّحتين رياح السموم تتساقط أدمعها في سهوم و النجوم ( الغريقة في القاع ) تصعد ... واحدة .. بعد أخرى .. فتلقطها و تعدّ النجوم في انتظار الحبيب القديم !