على نَوْلِها في مساءِ البلادْ تحاول رضوى نسيجاً وفي بالها كلُّ لونٍ بهيجٍ وفي بالها أُمّةٌ طال فيها الحِدادْ على نَوْلِها في مساءِ البلادْ وفي بالها أزرقٌ لهَبِيُّ الحوافِّ وما يمزج البرتقال الغروبيّ بالتركواز الكريمِ وفي بالها وردةٌ تستطيع الكلامَ عن الأرجوان الجريحِ وفي بالها أبيضٌ أبيضٌ كحنان الضِّمادْ على نَوْلِها في مساءِ البلادْ وفي بالها اللوتسيُّ المبلّلُ بالماءِ والأخضر الزعتريّ وصُوفُ الضُّحى يتخلّل قضبان نافذةٍ في جدار سميكٍ فيُدْفِئُ تحت الضلوع الفؤادْ على نَوْلِها في مساءِ البلادْ وفي بالها السنبُلِيُّ المُعَصْفَرُ والزعفران الذي قد يجيبكَ لو أنتَ ناديتَهُ والنخيليُّ وهو يلاعِبُ غيماً يُحاذيهِ في كفِّها النَّوْلُ، متعبَةً، تمزجُ الخيطَ بالخيْطِ واللونَ باللونِ تَرضى وتستاءُ لكنها في مساءِ البلادْ تُريدُ نسيجاً لهذا العراء الفسيحِ وترسمُ سيفاً بكفّ المسيحِ وجلجلةً مِن عِنادْ
شاعر وكاتب فلسطيني، من مواليد مدينة رام الله عام 1944. تخرج البرغوثي في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة القاهرة عام 1967، ولم يتمكن من العودة إلى مدينته إلا بعد ذلك ...