متى تُمحَى خطايانا؟ متى تورقُ آلامُ المساكينِ؟ متى تلمسُنا أصابعُ الشكّ؟ أأمواتٌ على الدرب ولا ندري؟ تُوارينا عن الأبصار أكفانُ من الرمل، غبارٌ ذرَّه الحافرُ في ملاعب الشمسِ تقول لي أنا لما أزل طفلاً، تأملْني فللطُّوفان آثارٌ على قميصيَ الرطْبِ وفي عينيَّ أسرارُ عذارَى لم تُفق بعدُ، تباريحُ سكبنَ الدمعةَ الأولى، جراحاتُ ملأنَ جسميَ الغضَّ وما زلْنَ أعطشانُ؟ خذِ الصخرة واضربها أفي العتمةِ؟ دحرجْها عن القبر وإمّا عضَّك الجوعُ فهاكَ المنُّ والسلوى وإما صِرْتَ عُرْيانا فخذْ من ورق التين رداءً يسترُ الإثمَ، يُواريه عن الناس وفي التجربة الكبرى تصبَّرْ صَبْرَ أيوبٍ ولا تهلعْ عبيدٌ نحن للماضي، عبيدٌ نحنُ للآتي، عبيدٌ نرضعُ الذلَّ من المهدِ الى اللحدِ، خطايانا؟ يدُ الأيام لم تصنع خطايانا خطايانا صنعناها بأيدينا لعلَّ الشمس لم تُشرق لتُحْيينا هنا مقبرةُ النورِ، هنا الرملُ هنا يستنسرُ البُغاثُ، تفنَى القمحةُ الأولى، هنا ينعدمُ الشكُّ، يموتُ القول في الألسنةِ الحقِّ صليبُ الله لم يمحُ خطايانا فهل تُمحَى إذا ما سابقَ الريحُ جناحانا، إذا ما انفَضَّ ختمُ السرِّ أو دانت لنا الدنيا؟ غدي ضربُ مواعيدٍ مع الوهمِ، وهذا شأنُ أجدادي من البدءِ غرابُ البين لم يرحم ضحايانا