(1 )
تحت ظلال الليل التي تتمدد
كأخطبوطِ بحرٍ
يسكنني حزنٌ ينسلُّ
مِن ركامِ الليل التي تغوص
في سوادٍ مخيف!
(2 )
سأصير ضجراً كنافذةٍ مشرّعةٍ
تحت صفعاتِ مطرٍ أحمر
أو كستارة تتموّج تحت مقصلة
ريح تهدر بنشوةِ جنديٍّ مخبول!
(3 )
في الليل ، ثمة جنونٌ يخفق
في سماءِ العقل
ثمة إنحدارٌ نحو سحيقِ الذاكرةِ
حيث الحياةُ مصلوبةٌ على شجرةِ الفجيعةِ!
(4 )
تحت هدأة الليل الهاجع
يتنفس الحب ،
برئةٍ مثقوبةٍ كطفل مصاب
بسرطان القولون!
(5 )
ها أنذا نائم على لحافِ الليل
أتوسّد خد القمر ،
أرمق النجمات بنصف إغماضة
وأُلطخ وجه البراءة بمحبرةِ الكتابةِ!
(6 )
أصغي إلى هديرِ صمتٍ
تصطفق في ذاكرةِ الليلِ
إلى هسيسِ هواءٍ باردٍ
تصفع زجاج النوافذ!
إلى صراخِ نهدٍ هائجٍ
بين قبضةِ رجلٍ جلفٍ ،
يتعاطى مع الجسد كجلّاد
في عصورِ اللذّة الآثمة!
(7 )
حين ينتصف الليل ،
ويفضح جسد العالم النافق ،
تتملَّكني فكرة اللا جدوى في كلِّ شيء :
لا جدوى الحياة
ولا جدوى الثورة أيضاً
لا جدوى الحقيقة
ولا جدوى الكذب أيضاً
لا جدوى الكتابة
بل ولا جدوى الإنسان أيضاً!
(8 )
في صمتِ ليلٍ حالكٍ كهذا
لا شيء يزيح صدأة الروح ؛
يغسل غبار النوافذ
التي تنسرب منها قُبلٌ باهتة ؛
لا شيء يمحي شحوب الستائر
التي أحمرّتْ خجلةً ؛
لا شيء يمزّق مياه الوقت الراكد
فتسيل الخطيئة مِن حنجرةِ الله ،
سوى الموسيقى!
***

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الوهاب لاتينوس

avatar

عبد الوهاب لاتينوس حساب موثق

السودان

poet-abdel-wahab-latinos@

50

قصيدة

274

متابعين

الشاعر الشاب عبدالوهاب محمد يوسف المعروف باسمه الأدبي عبدالوهاب لاتينوس، ابن مدينة نيالا المولود في العام 1994م، درس الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الخرطوم ،عضو مشروع الفكر الديموقراطى، ومجموعات القراءة من ...

المزيد عن عبد الوهاب لاتينوس

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة