في البدء سمعنا الهدير.. في البدء قبل أن نرى عندما اصطكّت ركبُ الجبال وانهارت سدّة العالم الخفية: جاء هادراً يحمل أبواب البيوت جاء يحمل أشجاراً منوعةً من جذورها أعشاش اللقالق والتوابيت عرباتٍ وخيولاً – يحمل صندوقَ حارس تعلوه رايةٌ دولابَ عروس له ثلاثُ مرايا قبل أن نرى المهد قبل أن نرى المهد يجري على الأمواج والمرأة تسبحُ وراء المهد، عيناها جديلتها الطافية. من يوقف العالمَ عن الانجراف أو يسدّ من أجلنا باب القيامة، بأية صخرة؟ لا أحد. من يُعيد إلينا القامة التي تغيب من يرفع المهد كالطائر من بين مخالب التنّين أو يوصل إليه الأمّ الغريقة لا أحد. رجلٌ واحد ألقى بنفسه لاعنا في التيّار تلقّاه النهر الهائج كأنه ذبيحة صارع قليلاً، صاح مرةً واختفى.. هذا ما رأيناهُ في صباح الفيضان نحن الشهود على الضفاف.
سركون بولص شاعر عراقي من مواليد سنة 1944م ، في بلدة الحبانية بالعراق، انتقل في سن الثالثة عشر الى كركوك،وبدء
كتابة الشعر وشكل مع مجموعه من الشعراء((جماعة كركوك))، نشرت له في ...