اكتشفتُ اليومَ كلمةً تتصاعدً منها الأنواءُ، اكتشفت اليوم كلمةَ صُوفان، والضحى، بخاراً يتسلّل من تراكيب الأرض تحت المائدة بأحشائها المتكلّسة على شكل طائرٍ يتهيّأ للتحليق، والمساءُ قنينةٌ مكسورة تنير شظاياها حدود جنوني، صفحةً صفحة. اكتشفتُ اليوم أن الحظّ في حكمته المرّة بغيٌّ تتلكّأ في مدخل زقاقٍ مسدود. من كل شبرٍ في جسده المعذّب حلبتُ معجزةً. قطفتُ بالعناقيد حلولاً ضائعةً لمشاكلَ مستحيلة. قتلتهُ بحفنةٍ من الكلمات وهو صابرٌ، شجرةٌ تستقبل بكل أوراقها البرق. هكذا في نهارٍ واحدٍ عرفتُ كيف أستعيد اللآلئ من بطون الخنازير كيف أنتشل من البئر سرَّ الراحلين تحت ستر أعمق الليالي، وماذا جرى؟ الكلمة المقتولة بأنوائها، ترسو في كلِّ مرّة قدّاحةُ الحظّ الذي لا يرعوي، بلا زنادٍ ولا فتيلة. الحظّ! يتلكأ في قلعته الصغيرة أزرقَ ومعجباً بأشكاله الحائرة: دخانٌ لا يكفُّ عن الوحدة.
سركون بولص شاعر عراقي من مواليد سنة 1944م ، في بلدة الحبانية بالعراق، انتقل في سن الثالثة عشر الى كركوك،وبدء
كتابة الشعر وشكل مع مجموعه من الشعراء((جماعة كركوك))، نشرت له في ...