ليس للعاشق أن يكتمَ سرهْ ليس للعارفِ أن تبرأ بلواهُ الجميلهْ ليس للشاهدِ إلا أن يقولَ الكلمهْ ليس للشاعرِ إلا أن يرى الموتَ المقدرْ بينما يحفرُ قبرهْ! *** لمَ لا يشهدُ كوناً يجعلُ الحق دليلهْ ومتى يقوى على نسلِ المجاري الوخمهْ وهل الشعرُ الذي يأتيهِ، كالنثر، مزوَّرْ! ربما كان على الشاعر أن يشرب كأسهْ! *** كيف لا يعلنُ وجه العاشقِ الذابلُ حبَّهْ؟ أهو وقتٌ للشفافيةِ، إذ حل غريباً، أو ترحّلْ.. ولماذا ينبغي أن يغمضَ الشاهدُ عينيهِ، ويُنهبْ؟ ومتى يبتدىء الشاعرُ عصياناً نبيلاً وخطيراً؟ هل يرى العاشق أرضاً، غير أرض العشقِ، رحبهْ يشهدُ العارفُ ما يشهدُ فيها، يتحولْ... ويرى الشاعر فيها غمةً أو محنةً.. يصمتُ، يُغلبْ.. وعليهِ أن يرى ضوءاً صغيراً.. قبل أن يفقد رأسهْ! *** هكذا يضطربُ العاشقُ، أو ينتظرُ العارفُ، أو يُحتضرُ الشاهدُ، أويكتشفُ الشاعرُ حبسهْ! هكذا يختتم العالمُ عرسهْ! ينتهي الشعر فقيراً.. وأخيراً ينتهي الشِّعرُ.. أخيراً!
مصطفى عباس خضر, شاعر وباحث سوري ،ولد عام 1944 في بولص – سورية, ولد في إحدى قرى حماة ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة حمص حيث أنهى تعليمه الابتدائي والإعدادي ...