ما الذي يكتمهُ، يعلنُه، نصٌّ مزوّرْ؟ ولماذا اختلطتْ أجزاؤهُ، وارتكبتْ أعضاؤهُ؟ أيُّ حضورٍ جسديٍّ كان في وحدتهِ؟ كيف انتهت جذوتهُ؟ أين فتونُهْ؟ أهو نصٌّ يكتبُ الكائنَ، أم يكتبهُ الكائنُ، والجملةُ فيهِ تتداعى، وتُبعثرْ! ربما تلهمهُ جنيةٌ مزهوةٌ، ثم تخونُهْ! * قيلَ: اختر فكرةً، واحشدْ مجازاً، وتجاوزْ مطلقاتٍ وتقاليدَ وأجناساً وأنواعاً، وأوّلْ بالعباراتِ رموزاً وإشارات، خطوطاً واحتمالاتٍ، وللقول الذي يخترقُ الشائعَ والسائدَ رؤياهُ، وللقولِ جنونُهْ! ثم اكتبْ كلَّ ما يكتبهُ الآخرُ، ما لم يكتبِ الآخرُ، ثم ابتكرِ البرهةَ من داخلِ إيقاعٍ حديثٍ، تنتجِ الرؤيا التي ضاقتْ بما كنت، وما سوفَ تكونُهْ! وافترضْ مطلقكَ الخاص الذي دونتهُ، أو تستعينهْ! ولتفرِّخْ بيضةُ النصِ الذي تنشئهُ، ثم تدينُهْ! * آهِ، يا جنيةً تضحكُ من شعرٍ، ومن نثرٍ، وتسخرْ! ما الذي لم يتغيرْ؟
مصطفى عباس خضر, شاعر وباحث سوري ،ولد عام 1944 في بولص – سورية, ولد في إحدى قرى حماة ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة حمص حيث أنهى تعليمه الابتدائي والإعدادي ...