الديوان » فلسطين » المتوكل طه » القدس اسم عاشقة

عدد الابيات : 36

طباعة

من ساحلِ البحرِ حتى قُدْسِ أَقْداسي

تمتدُّ شمسي وأشجاري وأعراسي

هنا القبابُ على الآفاقِ ساجدةٌ

بِتبْرِها وهناك الموجُ بالماسِ

هنا تُشرّعُ خيلُ اللُّهِ أجنحةً

ويعتلي حمأةَ البُركانِ مِتْراسي

ويرْجِعُ العيدُ في المحرابِ إنْ صَدَحتْ

مآذنُ القُدسِ في ميلادِ أجراسي

كتبتُ عُمري على زيتون دمعتنا

فأزهرت في يراعي شمسُ أطلاسي

يا أرضَ كنعان إنَّ الليلَ مُتَّصِلٌ

فَأَرْجعي لدروبِ الفتحِ أفْراسي

ووحّدي الأَهلَ، كادَ الضدُّ يقتُلني

هذا كُلَيْبٌ وهذي أُختُ جسّاسِ

وتلكَ داحسُ والغبراءُ قد بُعِثَتْ

مع البسوسِ، على رِجْسٍ وَوسْواسِ

وهذهِ في رُبى صِفّينَ قد جَمعَتْ

أبناءَ عَمٍّ على نابٍ وأضراسِ

فأوقفي غَبشَ الأحقادِ آن لنا

أنْ نُفْرِغَ الكاسَ، إنّي أُترِعَت كاسي

أنا ابنُ عبدِ مَنافٍ حينِ تندهُني

فيستجيبُ عليٌّ وابنُ عبّاسِ

والفاطميون أخوالي إذا هَدَلتْ

أُمّي، يكون جميعُ القوم جُلاّسي

هذي عباءَتُكِ الشقراءُ سابحةً

في الغيم تهمي وروداً فوق أقواسي

ويهتف النَخْلُ في الريحِ التي عَبقت

خُذْني لبيّارةِ الليمونِ والآسِ

يبوسُ! قد فَهَقَتْ في الشاطئين لنا

نارٌ تُضيء ذُرى يافا وعمْواسِ

أنا المحبَةُ والإسلامُ، عارمةٌ

مراكبي، وعلى الراياتِ نبراسي

أنا الشآميُّ والنيلُ الذي عرفوا..

وابنُ العراقِ وكلُّ الخَلْقِ مِن ناسي

أنا البدايةُ والطينُ الذي اشتعلتْ

به النجومُ، فذابَتْ فوق أنفاسي

أنا المحيطُ، وسدُّ الماء إِنْ عطشت

هذي المجرّاتُ، والأوراسُ أوراسي

والأبجديةُ كانت بعضَ ما نَطَقتْ

به حروفي، فكان البرقُ كُرّاسي

أنا السفائنُ من قرطاج إنْ مَخَرتْ

على الضفافِ، وحقلي باذخٌ راسي

أنا القناديلُ، لا فجرٌ سيُشرق في

هذا الزمانِ، سوى من زيتِ قرطاسي

أنا معلّقةُ الصحراء باقيةٌ

ما دام سِحْري على حِبْري وأطراسي

أنا المدائنُ من صَنْعا إلى حلبٍ

وهي الحضارةُ من نجدٍ لِمِكْنَاسِ

أنا عروسُ عبابِ الشّهدِ في بلدٍ

يمتدُّ من أخمص المرجانِ للراسِ

أنا يبوسُ، وهذا اسمٌ لعاشقةٍ

وجنّةٍ جمعَتْ نايي وقُدّاسي

أنا على شَفَةِ الدّنيا إذا ابتسمت

وخافقي وترٌ من عهد حُوراسِ

أنا البراقُ، فمَنْ يرقى إلى نَسَبي

دربي السماءُ وزادي ملءُ أكياسي

فتحتُ بابي على العشاقِ فاجتمعوا

حولي؛ الحجازيُّ والنوبيُّ والفاسي

قدّمتُ مائدةَ الأنوارِ فامتلأت

كأسُ الرؤى بالرّضا.. من جَمْرةِ الطّاسِ

يا قُدْسُ! هذا دمي الناريُّ فاغتسلي

وهذه عاصفاتي تحت أرماسي

إني أُحّبكِ يا قُدْسَ البلادِ هوىً

يفوقُ دَفْقةَ أضلاعي وإحساسي

فكلّما ذكروا عينيكِ، سيدتي

أرى الفراديسَ في مرآةِ أحْدَاسي

يا اسمَ الشقائقِ والريحانِ، عابثةً

به الفراشاتُ أُنْساً فوق إيناسِ

يعزُّ ياقدسُ أنْ تبكي على كتفي

والأنبياءُ على أعتاب نَخّاسِ

يعزُّ، لكننّا بالحقِّ نُرْجِعُها

قُدْساً تقولُ: هنا أهلي وحُرّاسي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المتوكل طه

avatar

المتوكل طه حساب موثق

فلسطين

poet-almutawakel-taha@

25

قصيدة

69

متابعين

لمتوكل طه أو المتوكل سعيد عمر شاعر فلسطيني من مدينة قلقيلية، مواليد عام 958، تلقى الشعر عن والده الشاعر سعيد بكر طه. حصل على دكتوراه في الآداب، وعلى الماجستير في الأدب ...

المزيد عن المتوكل طه

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة