وأسألُ دائماً نفسي لماذا دونَ كُل نِساءِ هذا الكونِ كُنتِ هديّةَ القدَرِ؟ لماذا بعدَ حُبكِ صِرتُ مفتوناً كأنّ السحرَ في صدري فحُبكِ بدّل الأفكارَ جمّل منظرَ الدنيا ولوّن صورةَ الأيامِ في نظَري أريدُ أريدُ أن تَحيَيْ سنينَ الحبّ في جنبيّ عُمراً داخل العُمرِ أريدُ أريدُ أن تجري بين عروقِ أوردتي كجَرْيِ الماءِ في النهرِ أريدُ أريدُ أن آتي إليكِ كطيفِ عُشّاقٍ يُطلّ عليكِ مثل أشعّةِ الفجرِ لأنْظُمَ فيكِ ديواناً من الشّعرِ أُلَحِّنُهُ أُغنّيهِ وأُلبِِسُ جسمكِ الشفّافَ فُستاناً مِن الزهرِ أنا النبضُ المخبَّأُ في ثنايا قلبكِ المملوءِ بالأشواقْ أنا الحُبّ الذي يجري كنَهرٍ في شرايينكْ ليُطفئَ لوعةَ الأعماقْ أنا الليلُ الذي يغفو على صمتِكْ أنا الصبحُ الذي يصحو على صوتِكْ أنا العِطرُ الـمُعبّأُ في زجاجاتِكْ أنا النسماتُ والبسماتُ تغمُرُ كلّ أوقاتِكْ أنا المطرُ الذي يأتيكِ مُنهمِراً ليمحو صورةَ الأحزانِ عن إحساسكِ المُرهَقْ أنا وجهُ السماءِ يُطلُّ في رفقٍ ليغمُرَ نور عينيكِ بلونِ ردائهِ الأزرقْ يُقالُ الحبّ كالبحرِ وفيهِ الناسُ كم تغرقْ ولكني إذا أحبَبتُ كنتُ البحرَ والبحّارَ والزورقْ فلا الطوفانُ يُغرِقُني ولا الأمواجُ تُرهِقُني ولا الدنيا ستحجُبُ حبكِ المجنونَ إنْ أشرقْ فيا أمَلاً تعلّقَ في سماءِ القلبِ يا حُلْماً سماوياً قضَيْتُ العُمرَ في عينيّ أحفظهُ ولن أرضى لهذا الحُلْمِ أن يُسرقْ لأنّ هواكِ علّمني بأنّ الحبّ في يومٍ سينتصرُ وأنّ مسافةَ اللُّقيا وإن طالتْ ستُختصَرُ وأنّي رغمَ ما ألقاهُ في سفري إلى عينيكِ لن أخشى مِن الأقدارِ أو أقلقْ وها أنا ذا أتيتُ إليكِ في ولهٍ أمُدّ إليكِ حبلَ الشوقِ والذكرى وبُركانُ المشاعرِ كم يعاندُني ويعصرُ خاطري عصراَ فكُل مدامِعي حيرى وكل جوارحي تخفِقْ فحُبكِ قد تملّكَني وإنْ لم أُبْدِ ما في النفسِ أو أنطِقْ لأن الحُبّ في جنبيّ إحساسٌ يفوقُ الوَصفَ والتفكيرَ والمنطِقْ!