مِنْ كوَّةٍ أخيرةٍ
في الصَّامِتِ المُمتَدِّ
مِنْ أوَلِ صبّارٍ بكى
حتى أسى آخرِ مِسمارٍ
يَئنُّ تحتَ وَقْعِ المِطرَقَه
وَجَدتُني أرى
ومَنْ رأى دَرى
جمَيلةً
مَعجونةً باللطفِ مِثل السَقسَقَه
مَمدودَةً
على سَريرٍ مِنْ دَمٍ
وفَوقَها يجثو القَبيحُ
يحتَسي جَمالَها بالمِلعَقه
...أسألُها
مالَكِ يا حَسينَتي
مُعتِمةً كالبَحرِ
إذْ يَبيعُ للعاصِفِةِ السَّوداءِ
طَوعاً أزرَقَه؟
أسألُها ولا تُجيبُ
هَلْ تجيبُ سائليها مُملِقَه؟!
للهِ دَرُّ الصَمتِ
إنْ وَعيتَه
ما أنطَقَه!
لَستُ أُدينُها أنا
لكنَّهُ
ما غُلِّقَ البابُ بِوجهِها
ولا أقدامُها
في القَيدِ كانَتْ موثَقَه!
ما أبشَعَ المَشهودَ
أدري
إنمَا ما أصدَقَه!
فما عَسى مَسيحُ شِعري أنْ يَقولَ
والبِلادُ
مِن رُواقِ إثمِها البادي
رَمَت قِدّيسَها بالهرطَقَه؟!
هذي البِلادُ
خَلطَةٌ عجيبةٌ
مِنَ الرِّضا العَريقِ
والحُزنِ المُغنَّى
والأماني المُزهَقَه
أقولُ خاتِماً
على ألواحِ قَلبي بالأسى:
لَيلُ بِلادي يَشرَبُ الرّوحَ
وأبوابُ الرّواءِ مُغلَقَه
يفتحُ للملحِ جِراحي
ويَفِحُّ صَحوَهُ الأليمَ
في وجهِ عيوني المُرهَقَه
ورَغمَ كُلِّ ذا
أُحبُّها
وأدري
أنَّها تُلقي بمَنْ يُحِبُّها في المَحرَقَه.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سلطان الزيادنة

avatar

سلطان الزيادنة

الأردن

poet-sultan-al-zyadneh@

11

قصيدة

2

متابعين

سلطان الزيادنة الميلاد: مواليد معان، الأردن عام 1972م المهنة: شاعر، قاص،صحفي ,ومدير عام أكاديمية الفينيق للأدب العربي الأعمال الشعرية: قاب رعشتين من انطفاء (2002) - إصدار دار الساحل، عمان، الأردن على مرمى خيبة (2007) - ...

المزيد عن سلطان الزيادنة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة