هادئاً، دون ضجّة، مثل حقلِ الشموع في كنيسة متطلباً، كصندوق النذور بريئاً كطفلةٍ تقول للضيف أنا لا أحبُّك صامتاً، كشلالٍ لا يدركُ سببَ هديرِه ذكيّاً كبراعم آذار المسلّحة بشوكها الضروريّ مطَمْئِناً كابتسامةِ طبيبٍ بعد قراءةِ النتائج يُقْبِلُ وَجْهُها عَلَيّ محاطاً برِضا الوالديْن، ودعوات الجدّاتْ أقولُ لنفسي ستنجو. ستنجو وسوف أصحبها معافاةً إلى بيتنا وندعو الأصدقاءَ الذين قلقوا طوال السنوات الأربع الأخيرة إلى احتفالٍ كبير ولم أكن أعْلَم وأنا أجُرُّ قدَمَيَّ وحيداً في الشارع أنّ ذلك كُلَّهُ كان طريقتَها لكي تودِّعَني الوداعَ الأخيرْ.
شاعر وكاتب فلسطيني، من مواليد مدينة رام الله عام 1944. تخرج البرغوثي في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة القاهرة عام 1967، ولم يتمكن من العودة إلى مدينته إلا بعد ذلك ...