لم يتغيّرْ شيءٌ ما زالَ أبي يكدحُ بين النخلِ وماءِ المدرسةِ، الناسُ يقولونَ ... ولكني أعرفُ نفسي خيراً حتى من نفسي؛ مثلاً: أنا أعرفُ ما لا تعرفُهُ الصّحُفُ المأجورةُ ، أو أني أعرفُ أنْ أتأمّلَ في الشّاطيءِ أعني أني أعرفُ أن أتأمّلَ في ذرّاتِ الرملِ وفي ما يقذفُه البحرُ ، قواقعَ أو عُشْباً أو أسماكاً ميِّتةً ، **** لم يتغيّرْ شيءٌ : مَأوايَ هوَ الغرفةُ، مُفرَدةً ، في أحياءِ الفقراءِ وقُوْتي الخُبزةُ والعدَسُ ... الأمرُ ، إذاً ، أبسطُ من أن يخفَى أبسَطُ من أن يُخشى ، أرجوك... **** ستقولُ ( لكَ الحقُّ تماماً ) إنّ العالَمَ غيرُ العالَمِ إنّ منارةَ كارل ماركسَ مُطْفأةٌ ... إنّ الشِّركاتِ العُظمى ، عابرةَ الأقوامِ ، مُخَيِّمةٌ حَسَناً ! ما شأني أنا في هذا ؟ أنا ما زلتُ فقيراً ، ما زِلتُ فقيراً ، مثلَ أبي، أكدحُ، بين النخلةِ والماءِ...
سعدي يوسف شهاب،ولد عام 1934 بالبصرة.وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954.عمل سعدي مدرساً ومستشاراً إعلامياً, ومستشارا ثقافياً, ثم رئيساً لتحرير مجلة (المدى) الدمشقية, ثم تفرغ للشعر. غادر العراق في ...