أيتها الزبّاء
من أين أتيت إليّ
من أيّ جنوب يطلع وجهك بكلام الوحي
رمحا ..
وسراجا وهّاجا ,
ودماء
أيتها الزبّاء!!
في شارعنا العربيّ تجوّلت طويلا ,
كنت تفرّين إلى سفح
لا تصلك أضواء المدن المزدانة برماد الأشياء
وغبار الخوف العاديّ
كنت تفرّين إلى حضنك
حيث يرفرف علم الله ,
وتنهض في الأرض سلالتك الأولى
ويفيء إليك الكنعانيّ
وأناديك فلا صور هنا
وأناديك فلا صيدا
وأنادي في كلّ مخيم
من يعرف مريم
من يعرف يا سكّان الأرض هنا مريم
وأناديك فلا نسمع بيروت
وأناديك فلا أجد هنا بيروت
من كان يموت
من كان يموت
أيتّها الشجرة والشبّاك
من أين أتتك الأشواك
وأتيت إليّ !!
أيتها الزبّاء!!