ذات أساور من فضة
ذات نشيد من فرح وعسل
ذات بلاج قادمة في المطر البلوريّ
في موجات الريح الهادئة المهتاجة
في أيقونات الحزن السريّ
ذات نهار
سأميل إلى قلبي
هذي الفاكهة الوهّاجة
سأميل بنا يشبه خجل العاشق
خجل يدين ملّوحتين بلا أغنية أو عشب
سأميل قليلا
وأحاول أن أكتب عبلة
أكتب عينيها
أكتب هذا الدمع المختبيء الحيران
خلف الأجفان
أكتب هذا الخوف الإيجابي ,
على صفحة مقعدها الصامت ,
وفي ثوب الأسئلة القلقة
أجمع كلّ خيوط الورقة
خطوتها المتأنية إلى العمل اليوميّ
رنة وحشتها
في ساعات الضيق
وأنين الإبريق
أكتب كيف يسيل العمر كلاما ,
وكرات حمراء
في فلك الصحراء
أكتب برق الروح الليليّ
برقوق اللوعة ,
هذا الطوق الدّوار الراكض ,
نحو غزالات الله ,
ونحو بروج الملكوت
حيث يفيء البحر إلى دالية ,
والعمر إلى صارية ,
والأرض إلى يوم موقوت
كيف أقول عذابات الحلاّج , أقول ليديك ,
أقول مرايا الصدر المكسور
و أقول الوجه ,
أقول غبار الموت ,
أقول أصابعنا ,
و أقول المستور
و أقول :
ما فعلته قيود الأرض بنا
ما فعل الدولاب
بكتاب الأحباب
ببراعم زهر المنفى
ببراعم هذا الحلم الممتدّ إلى آخر ما
يسكن فينا من طعنات
ما يسكن فينا من نرجس
كيف شربنا الكوب وحيدين وكيف
أطبقت الأرض علينا
كيف ملاك الخوف
كان فتيّا ورشيقا ,
لا يلبث أن يقطف أجمل أزهار البيت ,
ويذهب
كيف نعود إلى المكتب
ونواصل في اليوم الثاني بهجتنا الغائبة ,
وكيف نموت ,كيف نجيء من الوقت الحجريّ مضيئين ,
بلا ميعاد
نتنفّس مفتونين بأسرار الخلق الأولى
من ينثر حنّون الوديان
ويعيد لنا رائحة العشب ,
يعيد الألوان
هل نفتح أعيننا يوما
ونرى يا عبلة برّ الشام
ونرى الأيتام
كيف يقيمون على مدّ الأرض لهم
أعراسا
ويرشون ندى الآتي
حيث تفيق الأشياء
ويهلّ الماء
هل يخفق صدر الأم ,
وترتعش نباتات الربّ , تجود الأنهار
واو ..طاء .. نون
حجر مسنون
هذا قلبي حتى
ينبلج الفجر المكنون
ويكون , نكون
يا عبلة ويكون لنا أن نبكي فرحا ,
ونغنّي
ويكون لنا بستان ,
ويكون لنا في هذي الأرض مقام ,
ويكون لنا دار
ذات نهار
ذات نهار