ما الذي يضيءُ لي الزقاقَ الأسمرَ ويوجّهُ خطايَ متسارعةً إلى حيث يُسفَكُ الخصبُ فيضاً وتبقى البراري براري؟ يقيناً، أيّتها الحلوةُ لأني احتجْتُكِ، ما قادني إليكِ هوىً لكِ بل قادني إليكَ هوايَ لي ولقوّةٍ فيَّ ثريّة باتَ يقلقني في العشيّ أن أراها أفلتَتْ في الصباح، فأسعى إليكِ – لتبعثي، جاهلةً، فيَّ اليقين، ونتلو (ولا تُتْلى لنا) الطقوس – لا لتُعطي بل لتأخذي ولا لتأخذي بل لأَهب – وأضحكُ من الحياة وزينتها. وأقول: "عفوكَ، أيها الرسول، تحرَّقتُ ولم أستشْفِ في مصحِّك"، وأقول له: "كيف شوكتُكَ، يا رسول؟"
توفيق عبدالله صايغ من مواليد سنة 1923م شاعر فلسطيني، ولد في جنوب سوريا وعاش في طبريا بفلسطين لفترة من الوقت، وحصل هو وعائلته على الهوية الفلسطينية. درس توفيق في الكلية ...