الديوان » السودان » محمد الطاهر المجذوب » بانت عن العدوة القصوى بواديها

عدد الابيات : 68

طباعة

بانت عن العدوة القصوى بواديها

عيسٌ  كأن  خوافيها بواديها

شامت  بروق الحمى من نحو كاظمةٍ

واستنشقت ريح نجدٍ في بواديها

بزلٌ  رعاها الصبا النجدي فانطلقت

تؤم  فيحاء نجدٍ طوع حاديها

وترتمي بين أجواز الفلا شغفاً

والشوق  في البيد حاديها وهاديها

حنت  وأنت لمغنى طيبةٍ طرباً

شوقاً  إلى ساكنيها أهل واديها

تعدو لها طظليم الجو معتسفاً

كأن  في  طيبةٍ صوتاً يناديها

وعللتا  رياح الشام رائحةً

يا  حب رائحها الذاكي وعاديها

نسائمٌ يستريح المستهام لها

من  المعين تروي غل صاديها

ولم  تزل  لغمار الأرض خائضةً

غوراً ونجداً وداعي الشوق داعيها

تسابق  الريح ما تنفك سائرةً

نحو البلاد التي نور الهدى فيها

محمدٌ سيد السادات من مضر

فردٌ جميعُ الخصال الفضل حاويها

مكملٌ  في المعالي لا نظير له

خير  البرية قاصيها ودانيها

بدرٌ سما فوق أطباق السماء إلى

حجب الجلا إلى أن جاز عاليها

فليهنه  إذا دنا كالقاب مقترباً

أن  نال  من رتب العلياء ساميها

والرسل تهد بالفضل المبين له

فمن يدانيه تمثيلا وتشبيها

تود  لو  أدركت  إبان  مبعثه

إذا  كان  مرشدها الداعي وهاديها

نال  الذي  لم ينله قبله أحدٌ

من  موهباتٍ تناهت في تعاليها

حتى  رأى ربه بالعين مبتهجاً

في  ليلةٍ طاب مسراها لساريها

أمسى  يخفف من أوزار أمته

حتى تبدلن بالحسنى مساويها

يزيح  عنها شؤوناً قد عنت أمماً

ثقلاً  ويشفع إكراماً لقاصيها

بانت  عن المسجد الأقصى ركائبه

جبريل في زمرة الأملاك حاديها

حتى  عدت سدرةً للمنتهى وبه

تسري إلى العرش لا فخراً ولا تيها

والنور  يقدمه  من كل ناحيةٍ

والحور تبدي سروراً في مغانيها

وكل  من في الملا العلو مبتهجٌ

والحجب  ترفعها أحكام باريها

لما رأى الآية الكبرى وأدرك من

مخبآت مزايا الفضل عاليها

إذ  قد  رأى ربه حقّاً وأوتي من

مكنون سر غيوب اللَه خافيها

باتت حظائر قدس اللَه مشرقةً

تبدي عجائبها العظمى وما فيها

تجلةً  لرسولٍ تستضيءُ سناً

بنوره  إذ تمنت أن يدانيها

والحجب والعرش والكرسي ما افتخرت

بمثله  في  بهاها في معاليها

ولم تكن قط تزهو في العلا طرباً

إلا  بأحمد  لما جاز عاليها

ذاك  الذي لو أعار المزن راحته

لأمطرت من نقار التبر صافيها

ولو  أشار إلى السحب الجهام بها

ما  كف واكف غاديها وساريها

ولو مشى في بلادٍ غير مخصبةٍ

لأخصب  الكل ناديها وباديها

ولو  دعي باسمه والأرض مجدبة

لجادها المزن واخضرت نواحيها

ولو أشار إلى النار التي سعرت

للحرب  نبذ الحصى قرت لصاليها

لأجل  أحمد  نيران الخليل لقد

أضحى سلاماً وبرداً حر جاميها

يا صفوة اللَه يا أعلى الورى شرفاً

باشمس  فضال تناهت في تعاليها

يا  رحمةً عم كل الخلق نائلها

يا خاتم الرسل يا مولى مواليها

يا  منتقى مضر الحمراء يايدها ال

بيضاء  يا غرةً زانت نواصيها

يا  يمنها ركنها الأقوى وكعبتها ال

علياء  يا رشدها يا هدى غاويها

يا صاحب الكرم الفياض دعوة من

يرجوك في كشف أهوالٍ يعانيها

فاسمع نداء غريقٍ في الدموع فقد

ناداك  من  بلدٍ شطت مراميها

إني  أجزتك  من نيابتي برعٍ

نشائدً في ثنا علياك أبديها

وعل  بعدي محبّاً فيك يتبعها

قصائداً فيك زانتها قوافيها

عرائسٌ كرياض المسك رائعةٌ

فيحاء يهتز منها عطف قاريها

شهبٌ درار لها الجوزاء منزلةٌ

غرٌّ  محاسنها  زهرٌ  لآليها

ولم تجد كفؤها في الناس غيرها يا

سامي ذرا شرفات المجد عاليها

أنت الذي لم يكن في الخلق كفؤك يا

نور  البرية عاليها ودانيها

ما أنشدت يا رسول اللَه في ملإٍ

وقرطت  منه  آذاناً مبانيها

واستوصفوا  قدرك الأعلى قوافيها

إلا  وسر قلوب الناس راويها

ولا  تجلت  معانيها لذي أدبٍ

له  بواعث  ودٍّ فيك يبديها

وشنفت منه آذان القبول لها

إلا  وحاز  نصيباً من معانيها

أمليتها  فيك يا فرد الوجود على

بعدي  وفرط تباريحٍ أعانيها

وإنني مذنبٌ لي فيك حسن رجا

كفارةٍ لذنوبٍ كنتُ جانيها

لما غدت صحف أوزاري مسودةً

بك  التجأت لكي يبيض ما فيها

ولست  من سوئها المردي أخاف وقد

جعلت مدحك يا مولاي ماحيها

فصل بمرحمةٍ عبد الرحيم ومن

ينمى إليه ونظراتٍ تواليها

وعبدك المرتجى المجذوب صله وذو

يليه  أهلاً وأرحاماً يعانيها

والطف بنفسٍ تريد العطف منك وكن

ملاذها  في كلا الدارين واقيها

إليك قد لجأت علماً بأنك حمىً

من صولة المكر والمكروه حاميها

عاشت بفضلك في أمن وفي رغدٍ

يا  رحمةً  ساقها للناس باريها

فأنت حصنٌ لها من كل نائبٍة

وأنت  من  محنِ الدارين كافيها

صلى  عليك  إلهي كل آونةٍ

أزكى  صلاةٍ  إليك اللَه مهديها

وزاد  قدرك تشريفاً ومكرمةً

يا  سيدي  ماتلا الآيات تاليها

وعم صحبك يا ابن الطيبين ومن

قد  ظل  آثارك العلياء قافيها

ومن  إليك انتمى أو كان حزبك أو

ولاك مستقبل الدنيا وماضيها

وجاد  أرضاً حوتك الغيث ما سجعت

بلابلٌ  في  رياض سح هاميها

وما تناغت بقضبان الأراك ضحىً

ورق الحمام وغنت في نواحيها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الطاهر المجذوب

avatar

محمد الطاهر المجذوب

السودان

poet-Mohammed-Al-Taher-Al-Majzoub@

15

قصيدة

20

متابعين

محمد الطاهر المجذوب بن الطيب بن قمرالدين المجذوب. شاعر سوداني. ولد في (المتمة) سنة 1842م. وتعلم في الحجاز. وكان من رجال (الأمير) عثمان دقنه. في شعره سبك حسن ومعان أوحتها ثورة ...

المزيد عن محمد الطاهر المجذوب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة