الديوان » السودان » محمد الطاهر المجذوب » بالأبرق الفرد أطلال قديمات

عدد الابيات : 79

طباعة

بالأبرق  الفرد أطلالٌ قديمات

تخالها  الوشم آثارٌ خفيات

واهاً  لها من ربوعٍ قل ساكنها

لآل  هندٍ  عفتهن الغمامات

وملعبٌ لعبت هوج الرياح به

نكباء حيناً وأحياناً شمالات

أضحى بلاقع لا داعٍ يجاب به

كأنهم فيه ما ظلوا ولا باتوا

تنكر العلم الغربي من إضمٍ

نكراً كأن لم تكن تلك الدويرات

واغبر  ما كان منه مورقاً خضراً

وأقرت  بعد بان الركب رامات

تشتيتهم جمع الأحزان في كبدي

فليلتاي  تباريحٌ  وأنات

فإن أنست غيابات الفؤاد بهم

فذا  على صدق عهد الود آيات

أوهمت  أو غبت عن حسي بهم طرباً

فهو  أحيباب قلبي يا غيابات

فيا حمامات وادي البان سجعك في

تلك الربوع له في القلب رنات

وصوت  نوحك فيما قد شجاك لدى

ظل  الأراك شجاني يا حمامات

ويا  أثيلات نجدٍ ما لعبت ضحىً

وعانقت منك أفناناً نسيمات

ولا  تثنيت إذ مر الصبا سحراً

إلا  لعبت بقلبي يا أثيلات

تهيج لوعة قلبي المستهام إذا

لناظري  بدت  تلك الخييما

وأستهيم وقلبي يستفز لإن

هبت  لنشر الصبا النجدي هبات

فكيف  حال بعيد الدار مغتربٍ

ولهان  تعلوه زفراتٌ وويلات

ينبو ثوىً عن حمى سيف بن ذي يزنٍ

له  إلى  الشام حناتٌ وأنات

يهدي  التحية من نيابتي برعٍ

ما هَبَّ ريحٌ وما انهلت غمامات

يرجو  بلوغ تحاياه المدى أبداً

إلى  نبي  عطاياه جزيلات

محمدٌ  سيد الخلق الذي امتلأت

بمدحه زبر الرسل الفخيمات

ما حي الدجى من تجلت واستضأن سناً

بنوره  الأرض والسبع السموات

أسرى  به اللَه من أرض الحجاز إلى

أقصى  المساجد والبيداء خطوات

كفاه فخراً وتظيماً ومكرمةً

أن قبلت نعله الحجب الرفيعات

أدناه من قاب قوسٍ حين كلمه

للَه  للَه هاتيك المناجاة

أوحى له ثم ما أوحى وخصصه

بالغيب من بعد ما قال التحيات

وزاده  منه  تشريفاً وشفعه

في موقفٍ فيه للأصوات خشعات

فهو الشفيع الذي عمت شفاعته

في  الخلق لا عدمت منه الشفاعات

فالبدر والبحر والقطر الملث حياً

لديه  حسناً وإحساناً حقيرات

له  المحامد وصفٌ والعلا خلقٌ

والفضل  والفخر فيه والكرامات

تاللَه  ما ارتفعت للدين مرتبةٌ

ولا  استنارت له شهبٌ منيرات

ولا استطال سنانور الهدى أبداً

لولا  مراتبه الشم المنيفات

أحيا  الزمان فأيام الزمان به

غر  النواصي  منيراتٌ مضيئات

تظل  بين ندىً يهمي وبين وغىً

يومان في اللَه إنعامٌ وغارات

وفل شوكة أهل الشرك مرتضياً

دين  الحنيفة  والأديان أشتات

لسيفه  أيقنت شمٌّ جحاجحةٌ

باللِه  رَبّاً فما العز وما اللات

فالخيل تصهل والأرماح شاجرةٌ

والنبل  رشقٌ وللخطي هزات

وكل  قرمٍ  بآذيٍّ يخوض دماً

والبيض والبيض مسراها العجاجات

ما  استمطرته ثغور المشركين حياً

تحيا  به  أكمٌ منها وقاعات

ولا استمدته تستسقي الغمام ندىً

إلا سقاها القنا والمشرفيات

مني السلام على القبر الذي اعتكفت

في  سوح  علياه أرواحٌ عليات

وظل  مثوى لروح المصطفى ورست

فيه العلا وانتهت فيه النهايات

وجاد  طيبة مرفضٌّ يلوح به

ما  أغبر  إثلٌ وباناتٌ وجنات

وظل  يهتز  من وسميه أبداً

زهر  الرياض وتخضر البشامات

أرضٌ  سمت برسول اللَه أشرف من

بمدحه نطقت في الكتب آيات

علا به الأصل والفرع الزكي وقد

تشرفت  فيه  آباءٌ وأمات

متى أرى النور من أرجاء قبته

يجلى به العرش والسبع السموات

أقول إن طاف طيفٌ للخيال متى

متى تبشرني منه البشارات

فإن  ولهت إلى قبر ابن آمنةٍ

فتلك  قبلي للعشاق عادات

لا  غرو أن ظل قطباً للعلا أبداً

فهو الذي ختمت فيه الرسالات

ذاك الحبيب الذي ترجو عواطفه

وجوده  وعطاياه  البريات

ويستقي  سحب يمناه ورحمته

وبرقه  الخلق أحياءٌ وأموات

البدر  شق  له والغيم ظلله

وللنمير بكفيه فيوضات

أطاعه شجرٌ لبى لدعوته

والجذع  حن وسبحن الحصيات

وشاة  جابر يوم الجيش معجزَةٌ

منها اكتفت شبعاً تلك العصابات

ولحمها  مثل أن لم تلتمسه يدٌ

نعم النبي ونعم الجيش والشاة

وكان  في الشمس نوراً ليس يشخصه

فيءٌ  ولا غرو نورٌ تلكمو الذات

ناهيك  معجزةً  ألا يكون له

ظلٌّ  بذلك  جاءتنا الروايات

له  فخارٌ  وتبجيلٌ ومكرمةٌ

تعلو  العلا ومقاماتٌ فخيماتٌ فيخمات

وسوددٌ  لم  ينله  قبله أحدٌ

ومعجزاتٌ  كثيراتٌ وآيات

مولاي  مولاي فرج كل معضلةٍ

واشمل بسترك إن نابت بليات

وحط  إحمال أوزارٍ منيت بها

عني فقد أثقلت ظهري الخطيات

وعد  علي بما عودتني كرماً

فلي إليك التجاءٌ واستغاثات

وخذ إلى الخير والتقوى بناصيتي

فكم جرت لي بخيرٍ منك عادات

وامنع حماي وهب لي منك مكرمةً

بها  أفوز  وصحبي والقرابات

وأهل  ودّي ومزلي ينتمي سبباً

يا  من  مواهبه خيرٌ وخيرات

واعطف علي وخذ يا سيدي بيدي

من كل موقف هولٍ فيه كربات

فليس  لي ملجأٌ إلاك ينقذني

إذا  دهتني الملمات المهمات

فقد وقفت بباب الجود معتذراً

مستشفعاً بك كي تمحى الجنايات

أرجو  السماح فإن الجاه منفسحٌ

والعفو متسعٌ والعذر أبيات

وقل غداً أنت من أهل اليمين إذا

صوب  الخلائق  شأماتٌ ويمنات

وضمني ي الرعيل السابقين إذا

زخرفن للداخلين الخلد جنات

فإن  مدحتك بالتقصير معترفاً

به  لتشملني  منك الشفاعات

فليس شعري بمدحٍ في علاك يفي

فمدحك الوحي والسبق القراآت

قل لا يخف بعدها عبد الرحيم ومن

ينمى إليه إذا نابت مخيفات

وعبدك الشيخ يرجوك النجاة وذو

يليه أهلٌ وصحبٌ أو قرابات

صلى  عليك إلهي يا محمد ما

سارت  لحيك بالركب النجيبات

وما بروق الحمى نارت لوفدك أو

لاحت  لنورك من بدرٍ علامات

والآل والصحب والأزواج كلهم

ومن له معك هجراتٌ ونصرات

والسابقون  إلى  دعواك تلبيةً

فهم  لسادات أهل الفضل سادات

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الطاهر المجذوب

avatar

محمد الطاهر المجذوب

السودان

poet-Mohammed-Al-Taher-Al-Majzoub@

15

قصيدة

19

متابعين

محمد الطاهر المجذوب بن الطيب بن قمرالدين المجذوب. شاعر سوداني. ولد في (المتمة) سنة 1842م. وتعلم في الحجاز. وكان من رجال (الأمير) عثمان دقنه. في شعره سبك حسن ومعان أوحتها ثورة ...

المزيد عن محمد الطاهر المجذوب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة