الديوان » السودان » محمد الطاهر المجذوب » فؤادي بربع الظاعنين أسير

عدد الابيات : 117

طباعة

فؤادي  بربع  الظاعنين أسير

معنى بذكر الركب وهو حسير

شجٍ لانصرام الوصل بالبين عنهم

يقيم  علي آثارهم ويسير

ودمعي غزير السكب في عرصاتهم

وتنوحي إلى تلك الربوع كثير

يكلفني  العذال كف مدامعي

فكيف  أكف الدمع وهو غزير

وإن  تباريحي بهم وصبابتي

لتربوا  ودمعي في الخدود تثير

ووجدي  وأحزاني وشجوي ولوعتي

لهن  رواحٌ في الحشا وبكور

أحن  إذا غنت حمائمُ شعبهم

سحيراً  وشجوى بالبكاء يثور

ويشتد وجدي إن ذكرت ربوعهم

وينزع قلبي نحوهم ويطير

وأذكر  من نجدٍ جواري بأنسهم

وزهر  الروابي سندسٌ وحرير

وإن رحلوا للفور أو عنه أنجدوا

فتنجد أشواقي بهم وتغير

فيا ليت شعري عن محاجر حاجرٍ

ومعهد سلمى هل إليه مصير

وعن سلمات الحي هل نار نورها

وعن  أثلاتٍ  روضهن نضير

وعن عذبات البان يلعبن بالضحا

وللطير  في أفنانهن صفير

ألا  هل أرى تلك الأثيلات حينما

عليهن كاسات النسيم تدور

ومن لي بأن أروى من الشعب شربةً

بكسات  أنسٍ روحهن عبير

وأرتع  في تلك المراتع آنساً

وأنظر  تلك الأرض وهي مطير

وأسمع في سفح البشام عشيةً

رعود  يعاليلٍ لهن زئير

وأمسي أناغي في ربا ذلك الحمى

بكاء حماماتٍ لهن هدير

فيا جيرة الشعب اليماني بحقكم

حنا نيكمو إن الفؤاد كسير

إذا  جن  ليلي والخليون هجعٌ

صلوا ومروا طيف الخيال يزور

أغار عليكم أن يراكم حواسدي

وإني  عن  رؤياكمو لحظير

وواهاً  لوفدٍ أن يحلوا بسوحكم

وأحجب عنكم والمحب غيور

أحيباب قلب هل سواكم لعلتي

وهل ملجأٌ عنكم والمحب غيور

أحيباب قلبي هل سواكم لعلتي

وهل ملجأٌ لي غيركم ومجير

فليني إذا ما اشتد وجدي أتيح لي

طيبٌ  بداء العاشقين خبير

غرستم بقلبي لوعةً ثمراتها

شرار  جحيمٍ في الفؤاد يطير

ألا  واعتراني منذ فارقت حيكم

همومٌ  لها حشو الحشاء سعير

جيوش هواكم كل لمحة ناظر

على الصبر نقع العاديات تثير

وما برحت منذ اتسمت بحبكم

على حصن قلبي بالغرام تغير

أعير وأعيوني نظرةً من جمالكم

وإن  كنت عما أرتجيه حقير

فما كل من يرجو ينال يد المنى

وما كل من يغلى الوصال يعير

أقام على سمعي وقلبي وناظري

هواكم فكلي للغرام أسير

ومنكم  على نجواي نفسي في الهوى

رقيبٌ فما يخفى عليه ضمير

مرادي  هواكم والهوان كرامةٌ

لكم وذليل الحب فهو عذير

ومالي  لا أستسلم الدهر راضياً

بحكم هواكم والعسير يسير

أعد  على ديني ودنياي بركم

وأرجوه إذا ما العادايت تجور

وأدعوكموا في النائبات لكشفها

فتنقلب الأحزان وهي سرور

وتأخذ قلبي نشوةٌ عند ذكركم

ويصفو  شرابي وهو قبل كدير

وأرتاح  إن آنست في الحي ناركم

كنا ارتاح صبٌّ خامرته خمور

وإني  لمستغنٍ عن الكون غيركم

بكم  ولنعماكم علي شكور

فأماسواكم عنه أصبحت لاهياً

وأما  إليكم  سادني ففقير

أصوم  عن الأغيار قطعاً وذكركم

لروحي فوتٌ ما حييت ونور

وتعفير خدي وانتشاقي لتربكم

لصومي  سحورٌ في الهوى وفطور

وليلة  قدري ليلةٌ بت آنساً

بأنس حماكم حين لات سفير

فلله ما أحلى أويقات وصلتي

بكم ولأقلام القبول صرير

ضوحوة عيدي يوم أضحى بقربكم

ودمعي بنيل المكرمات قرير

وأصبح مسروراً مهنّىً بوصلكم

علي  من اللطف الخفي ستور

فجودوا بوصل فالزمان مفرقٌ

له  صدماتٌ  شأنهن نكير

ولا  تهملوني فالليالي ذواهبٌ

وأكثر  عمر العاشقين قصير

ولا  تغلقوا الأبواب عني لزلتي

فما  أنا جلدٌ للجفاء صبور

وحاشاكموا  ألا تقيلوا إساءتي

فأنتم  كرامٌ والكريم غفور

وقد أثقلت ظهري الذنوب وإنما

لدى عفو ربي شأنهن حقير

فلست يؤوساً لاقتراف الذنوب بل

رجائي  لغفار الذنوب كثير

وجاه رسول اللَه أحمد نصرتي

إليه إذا اشتد الزمان أصير

أحول به مستنصراً وهو عدتي

إذا لم يكن لي في الخطوب نصير

ومدح رسول اللَه قال سعادتي

إليه ارتياحي إن حزبن أمور

لعلي  وإن كنت المقصر في الثنا

أفوز  به  يوم  السماء تمور

نبيٌّ تقيٌّ أريحيٌ مهذبٌ

لدى  اللَه حَقّا شأنه لخطير

رسولٌ كريمٌ عظم اللَه قدره

بشيرٌ  لكل العالمين نذير

إذا  ذكر ارتاحت قلوبٌ لذكره

وظلت  دموع العاشقين تفور

وسرت قلوب المؤمنين مودةً

وطابت نفوسٌ وانشرحن صدور

حرامٌ على الدنيا وجود نظيره

ومن  نوره  للكائنات ظهور

هو الفرد في الرسل العديم مثيله

لقد  عز موجودٌ وقل نظير

وكيف يسامى خير من وطئ الثرى

ومن في معاليه العقول تحير

له القدم العلياء في كل رفعةٍ

وفي كل باعٍ عن علاه قصور

وكل  شريفٍ عنده متواضعٌ

وضوع السها للشمس وهي تنير

وكل  عزيزٍ في علاه مذللٌ

وكل  عظم  القريتين حقير

لئن كان في يمناه سبحت الحصى

بنطق فتسبيح الطعام شهير

وفي بيعة الرضوان من بطن كفه

لقد  فاض ماءٌ للجيوش نمير

وخاطبه  جذعٌ وضبٌّ وظبيةٌ

وريح الصبا للنصر منه تسير

وكلمت  المختار أحجار مكةٍ

وعضوٌ  خفيٌّ سمه وبعير

ودر  له الثدي لأجد كرامةً

كماء تبوكٍ حين ظل يفور

وبعد  مغيب الشمس ردت لأجله

كما  انشق بدرٌ في السماء منير

ومثل  حنين الجذع سجدة سرحةٍ

قَدِ اِخضرَّ منها العود فهو نضير

وَمِن  آي طه منطقُ الضَب شاهداً

وأُنس  غزال البر وهي نفور

وباض حمام الأيك في إثره كما

حماه  إلهٌ  من عداهُ قدير

ولما أتى للغار مختفياً به

بنت عنكبوتٌ حيث كان يسير

وإن الغمام الهاطلات تظله

من الشمس كي لا يعتريه حرور

تواريه عن نفح السموم ووهجها

بروح  نسيمٍ  إن ألم هجير

ويوم  حنينٍ إذ رمى القوم بالحصى

فردَّ  حصاه النبل وهو حسير

بكف ترابٍ قد تلقى جموعهم

فولوا  وهم عمي العيون وعور

وجندك في بدر ملائكة السما

وذياك  بشرى  والإله نصير

شعارُهُمو حيزوم ضرباً رقابهم

وجبريل تحت الرايتين أمير

ومن قومه في البير سبعون سيداً

برمته ملقى القليب عفير

ترى من قريشٍ كل عاتٍ مجندلاً

قتيلاً ومثل الهالكين أسير

ومن  عزمه تخريب خيبر مثل ما

هوازن شتى في الجبال وبور

وأحزاب سلعٍ قد كفيها وتلكمو

قريظة  قرضٌ والنضير نظير

وإن رسول اللَه من مكة سرى

إلى القدس والأملك معه تسير

وثم اعتلى فوق السموات راقياً

إلى العرش والروح الأمين سمير

فجاز الطباق السبع في بعض ليلةٍ

وشاهد سرّاً عن سواه ستير

وخلف جبريل الأمين وراءه

وفكر بعد السبع أين يسير

فلاح  له من رفرف النور لائحٌ

إلى قاب قوسين القصي سفير

سما للعلا فرداً وفي كل موطنٍ

من النور للهادي البشير بشير

وشاهد فوق العرش كل عجيبٍ

علا غيره عن دركها لقصير

تدانى  إلى حيث الندا من مليكه

وما  ثم  إلا  زائرٌ  ومزور

حبيبٌ  تملى بالحبيب فخصه

برؤته فالشأن منه خطير

وتوجه  تاج العلا وأحبه

وشرفه  بالقرب وهو جدير

وقال  له سلني رضاك فإنني

سأعطيك يا من للعطاء شكور

وإني  على ما قد منحتك من حباً

على كل شيءٍ في رضاك قدير

فعاد  قرير العين في خلع الرضى

على الكل من رب السماء أمير

وآب  مآب  الفائز  المنى

وقد  شملته  بهجةٌ وحبور

محمد  قم بي في الخطوب فإن لي

إليك التجاءً والرجاء كبير

ومازلت أهدي نحو أعتابك العلا

تجارةً  مدحٍ  فيك ليس تبور

عرائس لا ترضى بغيرك ناكحاً

تحاكي لبدر التم وهو منير

كواعب  أترابٌ نجومٌ زواهرٌ

لهن  غزيرات المهور مهور

علت وغلت إلا عليك فأرخصت

عساها إلى حسن القبول تصير

تخيرن عليا سوحك العارض الندى

لترخص  حورٌ في القصور قصور

مؤلها عبد الرحيم كأنها

يتميات  در ما لهن نظير

معززها المجذوب فيك بأحرفٍ

كواكب في جو السماء تنير

لبسن معانيها بحسنك بهجةً

فعرف شذاها من ثناك عطير

ومذ أعربت عن ذكر أمداحك العلا

فلاح  لها  نورٌ وفاح عبير

فقل أنت في الدارين من حزبنا ومن

إليك التجاه نؤوه ونجير

وكل  محبٍّ فيك نرضيه والذي

يليك صغيرٌ سنه وكبير

وصلى عليك اللَه واختص واجتبى

وحياك ما شمس السماء تدور

وزادك قدراً واصطفاءً على الورى

فأنت  هدىً  للعالمين ونور

وعم  رضاه الآل والصحب إنهم

ليوثٌ لدى الهيجا لهن زئير

ليوثٌ حماة المستجير وكلهم

لدينك يا شمس الزمان بدور

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الطاهر المجذوب

avatar

محمد الطاهر المجذوب

السودان

poet-Mohammed-Al-Taher-Al-Majzoub@

15

قصيدة

19

متابعين

محمد الطاهر المجذوب بن الطيب بن قمرالدين المجذوب. شاعر سوداني. ولد في (المتمة) سنة 1842م. وتعلم في الحجاز. وكان من رجال (الأمير) عثمان دقنه. في شعره سبك حسن ومعان أوحتها ثورة ...

المزيد عن محمد الطاهر المجذوب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة