الديوان » السودان » محمد الطاهر المجذوب » أمحمد إني بجاهك عائذ

عدد الابيات : 56

طباعة

أمحمدٌ  إني بجاهك عائذٌ

من  سيء  الأسقام  والأدواء

ولقد  دعوتك حين جلت كربتي

فأجب دعائي واستمع لندائي

وتولني  مما أخاف فإنني

لم  ألف غيرك كاشفاً لبلائي

والحال إن عظمت فلا يدعى لها

إلاك  يا  غوثاً  لدى الأواء

إذ لا يؤمل للعظائم كاشفاً

إلا  العظيم وأشرف الشرفاء

حاشا يرى بأساً عبيدٌ قد غدا

بك  لائذاً يا أفضل الفضلاء

وأتى إلى علياء سوحك راجياً

مستصرخاً بك ساكن البطحاء

كلا  فمعتقدي وأنت المجتدى

أنى  أنال  لمطلبي ومنائي

وعلي يقينٍ أنني يا سيدي

أن لا أرى همّاً وأنت جلائي

يا أكرم الرسل الكرام ومن به

لاذوا لكشف الضر والبأساء

يا  عدتي في كربتي وبجاهه

جليت  كروب الأولين سوائي

ماذا  بأول  هائل  فرجته

فلكم أجبت لصوت عبدٍ ناء

ولكن كشفت معاضلاً وشدائداً

بعنايةٍ تعلو على الجوزاء

ما ضاق جاهك بالعظائم كلها

أيضيق  عما مسنا من داء

أنت الوسيلة في النوائب كلها

عند  المهيمن أكرم الكرماء

سيما  جرائم مذنبٍ قد غره

حلم  الحليم وأرحم الرحماء

نسي  العقاب ومده في غيه

كرم   الإله  وكثرة  الآلاء

أنت  الملاذ إذا الورى لسعتهم

نوبٌ  كلسع الحية الرقطاء

وعرتهم شؤونٌ يشيب لوقعها

نار  الهموم وشدة الضراء

وتقاصرت  همم الكرام وحلفوا

برحيب  سوحك جنة البأساء

وأتوك يرجون الغياث فها همو

طرّاً  ببابك واسع الإعطاء

فغدوت  تشفع للجميع لينشر الـ

ـرب  الألى قصدوك من برحاء

ويبين  فضلك في الوجود يظهر الـ

ـرحمن  فضلك في أجلِّ لواء

فأرحتهم للَه لا ليدٍ لهم

تجزى  ولا نعمٍ من النعماء

ومن الذي منا له أيدي ندىً

سلفت لديك بسابق الآناء

وكذا  فعالك كلها إخلاصها

شهدت به الآيات ضمن ثناء

بك  شرفت أممٌ قفتك فحسنهم

يعلو  بفضلك كل ذي حسناء

ما من أقام جدار قومٍ حسبه

كاللذ  أقام  سناه كل سناء

لا  لا ولا المنجي لقومٍ من عداً

كمخلص جمّاً من الحوباء

وإجابة المكروب حين ندائه

وجلائل الرحمات للضعفاء

صلى عليك اللَه يا خير الورى

يا  سيد  الأملاك  والأنباء

يا ذا الهدى وعليك كمل دائماً

كل  السلام  وآلك النبلاء

ما أضحك الرحمن سنك عندما

حمى الوطيس وشب في الهيجاء

وبدا السرور بنور وجهك حينما

تولي الجزيل بكفك المعطاء

ربي  به  وبآله  وبصحبه

وذويه  والزوجات  والأبناء

وبكل  عبدٍ في العلا رقيته

والأنبياء وسائر الصلحاء

وبحق  ذاتك سيدي وكمالها

رب  العلا  يا أكرم الكرماء

وعلائها وجمالها وجلالها

وصفاتها العليا وبالأسماء

كف الأذى عني بفضلك عاجلاً

وأجب  لصوتي واستمع لندائي

وارحم لضعفي واجبرن كسرى وقل

واغفر  رذائل أسفه السفهاء

أنت الغني عن العباد جميعهم

أوجدتهم ومددتهم بغناء

فأنا مددت الكف أرجوك العطا

وأنا  لفضلك أفقر الفقراء

ولقد وقفت بباب عفوك راجياً

محو الذنوب ورحمةً ومنائي

وأنا  على كسب المعاصي آملٌ

منك الرضا يا أكرم الكرماء

فارحم ولا تردد فإني لم أجد

إلاك  لي  يا أرحم الرحماء

لا  لا أروم وأنت ربي خالقي

ربّاً  سواك  معافياً من دائي

والحال ضاقت بي ولم أر نافعاً

غير  اللجاء لخالقي وسوائي

وإذا  عناني الأمر لم يك مخرجاً

إلا  الرجوع لأكرم الكرماء

من  تصعر الزلل العظائم عنده

فهو العظيم الفرد دون خفاء

ذاك الجليل اللَه جل ثناؤه

إذ  هو حقّاً أعظم العظماء

ويعامل العاصي وإن زلت به

زلاته   بلطائف  الآلاء

ويقيل عثرته وإن سقطت به

أقدامه  في  هوة  البلواء

ربٌّ  عظيمٌ لو يُؤاخذ خلقه

بجني الذنوب لعمهم ببلاء

لو  لم تكن سبقت سوابق فضله

لم  يبق  دياراً من الأحياء

لكنه  عم  الجميع بجوده

فله جميل محامدٍ وثناء

فهو الرحيم هو الرؤوف بخلقه

والحلم  يرغم أنفس النفساء

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الطاهر المجذوب

avatar

محمد الطاهر المجذوب

السودان

poet-Mohammed-Al-Taher-Al-Majzoub@

15

قصيدة

19

متابعين

محمد الطاهر المجذوب بن الطيب بن قمرالدين المجذوب. شاعر سوداني. ولد في (المتمة) سنة 1842م. وتعلم في الحجاز. وكان من رجال (الأمير) عثمان دقنه. في شعره سبك حسن ومعان أوحتها ثورة ...

المزيد عن محمد الطاهر المجذوب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة