الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » دعه يحن لشجوه وشجونه

عدد الابيات : 44

طباعة

دَعهُ يحنُّ لشجوهِ وشجونهِ

وَيسحُّ قطراً من غيوم عيونهِ

كلفٌ تواصلَ في الغرامِ حنينهُ

بِأنينهِ وأنينه بحنينهِ

يَبكي ويندبُ معلناً ببكائهِ

رَبعاً عفا مَغناه بعد قطينهِ

وَرِثَ الهوى والعشق عن غيلانهِ

وَعنِ ابن عجلان وعن ميمونهِ

تَتردّد الزفرات بينَ ضلوعهِ

وَيجلجل العبرات بين جفونهِ

وَالصبّ لا يُدعى بصبٍّ في الهوى

حتّى تخالط عقله بجنونهِ

دنفٌ تحكّم فيه ما لم يشتفى

بقراط وأفلاطونهِ

وَمهفهفٌ إِن ماسَ غصن قوامهِ

في البرد أخجل مائسات غصونهِ

سلبَ الحجى منّي ببهجةِ حسنهِ

وَالحسن يستلبُ الحجى بفنونهِ

نَفحاتهُ في نشرِها وأريجها

تُهدي ذكيَّ المسك من دارينهِ

يحوي الطبائعَ في الشتا في آبهِ

حرّاً وفي الوقدات من كانونهِ

وَيميسُ في بردِ الصبا متهزّعاً

كالخَيزرانِ إِذا اِنثنى في لينهِ

لا تحكينَّ بجيدهِ وعيونه

أجياد غزلان وأعين عينهِ

ما إِن رَنا باللحظِ منه مخالساً

إِلّا سبى عَقلي بسحرِ عيونهِ

ما إِن أخذت بجلّنارة خدّهِ

إلّا اِتّقى عن وجهه برونهِ

كُن للزَمانِ كَما تكون فإنّه

متقلّبُ الحالاتِ في تكوينهِ

وَاِحفَظ عنِ الحَمقى سرّك جاهداً

فالسرُّ لم يحفظهُ غير أمينهِ

وَاِحذر ذوي الأضغانِ حيثُ وَجدتهم

فلسان ربّ الضغن غير مبينهِ

وَالحقدُ تُخفيه القلوب كمثل ما

يُخفي الرمادُ الجمرَ تحت كمينهِ

كَم دافن لك ضغن داءٍ كامنٍ

وَيريكَ منه البشر غير دفينهِ

إنّي اِمرؤٌ فعلي يزيّن منطقي

وَالقولُ يَسعى الحرُّ في تزيينهِ

وَلَقد نظمتُ الشعرَ مُنتخباً له

وَنَسخت منهُ هزيله بسمينهِ

وَغدوتُ بالملك المتوّج واثقاً

بِقويّ ركنِ المكرُمات مكينهِ

بِفلاح نجل المحسنِ الملكِ الّذي

جَعلَ السماحةَ سنّةً في دينهِ

عمَّ الآنامَ غنيّهم وفقيرهم

بِملثّ نائلهِ وصوبِ هتونهِ

كالمزنِ إِن هَطلت عزالى ودقهِ

عمّت جميعَ سهوله وحزونهِ

وَمُجاهداً فيما يحاولُ راغباً

في عدلِ موسى لا غنى قارونهِ

أسدٌ وَلكن ما له من لبدةٍ

إلّا دلاص السردِ من موضونهِ

وَالبيض مِن بعضِ المخالبِ عنده

وقنا وشيج الخطّ بعض عرينهِ

وَتَرى الجلالَ يحوطه من خلفهِ

وأمامه ويساره ويمينهِ

اِنظر بعينيك نحوهُ تنظر إلى

طلق المحيّا صلته ميمونهِ

رامَ المكارمَ في المكارمِ شاؤه

فَكبوا حساراً كلّهم من دونهِ

وَالناسُ مُختلفونَ في أحوالهم

كالدهرِ يخلف حينه عن حينهِ

أَفَما رأيت الغيثَ في تمّوزهِ

في الجودِ دون الغيث في تشرينهِ

يا أيّها اللجّ الّذي أمواجهُ

تطمى على سيحون بل جيحونهِ

طاوِل بقومِك خيرَ قومٍ واِختبر

إنّ الجوادَ معقّب لحزونهِ

نَصروا رسولَ اللّه لما خصّه

بالوحيِ منه على يدى جبرينهِ

وَلَئن عرتك منَ العدوّ مكيدة

لا تَبتَئس فاللّه غير معينهِ

فرعون ذا الأوتاد أبطل كيدهُ

فاللّه ينصر عبدهُ ويعينه

فرعون ذا الأوتاد أبطلَ كيدهُ

ذو العرشِ عَن موسى وعن هارونهِ

فوحقّ مَن قَد كانَ أخرج يونساً

بِمشيئة قدريّة من نونهِ

وَأَعاده حيّاً وأنبتَ فوقه

شَجراً يظلّ عليه من يقطينهِ

وَفدى اِبن إبراهيم يومَ ذباحه

من بعد أن تلّهُ لجبينهِ

إنّي مدحتُكَ عن ودادٍ لم يكن

مَدحي لما ضاعفت من تثمينهِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة