رجل وامرأة ورصيف
رجل ورصيف
رجل ,
والدائرة بعيدة
أسراب حمام تعبر تحت قباب السنة وحيدة
القلب وحيد
والأغنية وحيدة
شجر الصفصاف يحدّثني عنك ويأخذني
من صدر قميصي ,
لأرى آخر ظلّ يبعد وراء الغابة ,
ويغيم
لأرى أو أحلم أنك في منعطف ما
في مقهى ما
أو بعد قليل يبزع قمر ,
ويضيء إليك طريقي
يأخذني هذا الصفصاف الكاذب ,
يأخذني من صدر قميصي ,
فأرى :
كم أنّ الدائرة بعيدة
كيف أفسّر هذا الوقت إذن
كيف أرى الأوراق , أرى وجهك ,
أو أتسّمع صوت رحيلك ,
أية قاطرة تعبر ,
أي دم لوّن كلماتي
وانتشر على ساحة قلبي !
هل ثمّة مدن أخرى ,
حتى أدخل بوابة كلّ مدينة
وأنادي أو أسأل عن طير الماء
عن طيف أبيض ,
عن موجة
في ثوب صنوبرة ,
أدعوها مريم
وبمن أستأنس من وحش البريّه
لآحدّثه ,
ويجالسني ؟!
لا لغة لي توصل هذا الصمت ,
مراسيمي اليوميّة تبدأ بالفقدان
تبدأ بالعتمة والمزمار
أنزف .. أو
أتلو آيات في القمح وحيدا
كم يلزم لصراخي هذا
حتى يصل مساحاتك يا مريم
كم يلزم من موت , لنكون معا
كم يلزم من عمر ,
حتى أتلّمس بيديّ الناحلتين ,
عناقيد نبيذك وأفيق
كم يلزم من ورق ,
حتى تكتمل شروقية روحي
وتليق بهذي الحمّى المنسكبة من جدول خصرك ,
وفضاء أصابعك الذاهل
يا مريم من فينا المقتول ,
ومن فينا القاتل ؟!