أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
يا فُؤادي عادة الأَيام لا
تغلبُ الأَقدار إِلا بالرضا
ستبدي لَكَ الدُنيا أُموراً عَجيبةً وَمازالت الدُنيا تريك العَجائبا فَلا تَتَقي شَيأ من الأَمر كارِهاً وَلا تَرجُ شَيأ من زَمانك راغبا
لَئن تبعدوا عَنّا وَيَنفصلِ العَهدُ
فَمن عادة الدُنيا بِنا القُربُ وَالبُعدُ
وَإِن يَك جَمعٌ بَيننا سرّ فَاِنقَضى
فَكَم قبلنا جَمعٌ وَيَفقده الفَرد
وَإِن تَفعل الأَيام ما تَبتغي بِنا
فَما زالَ من حالاتها اللينُ وَالشدُّ
ثبِّت فؤادَك هذا الرَكبُ مَرتحلُ
وارفُق بقلبِك لا يذهب بِهِ الوَجلُ
وَانظر بِعينيك إِن تَأذنْ دموعُهما
وَامدُد يَديك إِن الأَعضاء تحتمل
وَانظر تَرى أَيَّ شَمسٍ مِنهُمُ غَربَت
وَكَم بدورٍ عَلى أَحداجها أَفلوا
صبرتُ عَلى ما نال قلبي من الأَسى وَأَعلمُ أَن الصَبر في الضرّ مسعدي فَما زلتُ أُخفي ما أُلاقيه من أَسىً وَإِن فاض جفني كفكفت أَدمعي يَدي
بِالحَزم وَالعَزم وَالأفكار وَالحِكَمِ تَنالُ من لَم يُنَل بِالسَيف وَالقَلمِ وَبِالتَأمّل فِيما أَنتَ آملُهُ حسنُ العَواقب مَكفولٌ لذي الهمم
اِصبر لدهرك كلما خطب أَلمّْ ماذا تؤمّلُ وَالوُجود إِلى العدمْ وَاخضع لَما أَمضى الإِلَهُ فَإِنَّها حِكَم بِها قَد جَف في اللَوح القَلمْ ما أَنتَ إلا رَوضة فلزهرها نثرٌ وَنَظمٌ كلما نُثِرَ انتظمْ
وَأَعفّ عَن مَدح العظام صيانة للنفس عَن هَون وَعَن إِذلال إِن زدته مدحاً يزيد تكبّراً ظَناً بَأَنّي مِن ذَوي الآمال
رَأَيت النَفس يَقتلها هَواها إِذا بَلغت وَيدهمها مُناها أَرى الآمال تَسعى بِالمَعنّى فَلا يَنهاه إِلّا مُنتهاها ولو أَغنَت عَن المَرء المَساعي لَما مَنعت نُفوس مشتهاها
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنيا وَزِينَتُها
وَاعتَبِرَنَّ بِمَاضي القَومِ وَالعِينِ
سِرْ في طَريقِ الزُّهدِ تَلقَ سَعادَةً
تَنجو بِها مِن عَذابِ اليَومِ وَالدِّينِ
لا تحسب المالَ البناتُ غنىً لها فغنى البناتِ طهارةٌ وحياءُ إن تجهلُوا فضلَ النساءِ فهذه آثارهُنَّ وهذهِ الهيجاء
ومن يستعذب الايام حينا تذقه المرَّ في كأس العذاب ومن يترك عتاب الدهر يوماً يجد أن لا مناص من العتاب
أرى العلم في صدر الكريم يزينه ويحجب في صدر اللئيم ويستر كمصباح بلّور تشعشع نوره وآخر من خزف به الضوء أغبر
فكل بلاء أصله الجهل في الورى وما الجهل إلا مرتع للمعايب عليكم بإحراز العلوم وبثها فتحت لواء العلم أعلى المناصب
فإذا هجرتَ يعودُ لي سقمي وإذا وصلتُ برأتُ من سقمي
الدَهرُ يُفجِعُ بَعدَ العَينِ بِالأَثَرِ فَما البُكاءُ عَلى الأَشباحِ وَالصُوَرِ
وإن جميع الخلق لا بد هالك وليس سوى اللَه العظيم بدائم ولو كان في الدنيا يخلد واحد لخلد خير الناس من ولد آدم
ومن صاحب الأيام في العمر مدة فلذاتها لا بد منه طوالق
وما العيش في الدنيا سوى حلم حالم وما المجد في الدنيا سوى هزل هازل يروح ويغدو لاهياً بزخارف على انها للحتف بعض الحبائل اذا صال لم تمنعه صولة قادر ولا عصمت منه حصون المعاقل